أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن ما يصل إلى 200 ألف لاجئ سوري قد يفرون إلى تركيا إذا استمرت أعمال العنف في التصاعد. وقالت المتحدثة باسم المفوضية سيبيلا ويلكس في جنيف أمس "نقدر أن العدد من المحتمل أن يصل إلى 200 ألف ونعمل مع الحكومة التركية لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة.. نحن مستعدون لإرسال إمدادات فور تلقينا طلبا بذلك". وذكرت المفوضية أنه جرى تسجيل 74112 لاجئا سوريا في تركيا التي تقيم خمسة مخيمات جديدة على الأقل إضافة إلى التسعة الموجودة بالفعل. ومع تزايد ضغط اللاجئين السوريين على الحدود التركية، تسعى أنقرة إلى احتواء تدفقهم على أراضيها في وقت يزداد فيه رفض السكان المحليين لهم وتشتد انتقادات المعارضة حيالهم. وبات الوضع على قدر شديد من الحساسية، باعتراف أنقرة نفسها. ووصل إلى ما لا يقل عن عشرة آلاف عدد السوريين المحتشدين أمس على طول الحدود في ظروف تزداد صعوبة، على أمل الهروب من بلد بات ساحة معارك. وتتواصل حركة تدفق طالبي اللجوء بشكل متواصل ولا سيما مع استمرار المعارك العنيفة في حلب فيما باتت مخيمات اللاجئين تكتظ بأكثر من 80 ألف شخص، ومدارس جنوب تركيا لم تعد تتسع. وقال مسؤول تركي إنه "سيتم إنجاز البنى في غضون ثلاثة أيام على أبعد تقدير، وسنسمح عندها لهؤلاء الأشخاص بالانتقال تدريجيا إلى تركيا". وفي سياق متصل قالت المفوضية إن عدد اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري بالأردن تضاعف في الأيام القليلة الماضية ليتجاوز 22 ألفا. وقالت المتحدثة باسم المفوضية ميليسا فليمنج في مؤتمر صحافي إن "وتيرة اللجوء عبر حدود سورية إلى مخيم الزعتري في شمال الأردن تضاعفت خلال الأسبوع الماضي". وبحسب فليمنج فقد وصل إلى المخيم خلال الأسبوع المنصرم عشرة آلاف و200 لاجئ مقارنة مع 4500 في الأسبوع الذي سبقه. وبذلك ارتفع عدد اللاجئين الذين يأويهم مخيم الزعتري الذي افتتح نهاية الشهر الماضي إلى 22 ألفا. وأضافت أن "اللاجئين يقولون إن آلافا آخرين ينتظرون فرصة لعبور الحدود وسط العنف في درعا ونعتقد أن تلك قد تكون بداية لتدفق أكبر بكثير" إلى الأردن. وأشارت إلى أن بين اللاجئين عددا متزايدا من الأطفال دون مرافقين. وقالت "استقبلنا في المخيم خلال الأسبوع الماضي عددا متزايدا من الأطفال دون المرافقين"، مضيفة أن "بعض هؤلاء أفاد أن آباءهم ماتوا، أو أنهم ما زالوا في سورية للاعتناء بأقارب أو يعملون في بلدان أخرى". وقررت فرنسا باعتبارها تشغل هذا الشهر موقع رئاسة مجلس الأمن الدعوة لاجتماع طارئ خلال الأسبوع الجاري لمناقشة الأوضاع الإنسانية للمدنيين السورين الذين يفرون من عمليات القتل اليومي في سورية.