أسمع من الأهل والأصدقاء أن هناك من أبنائهم تم تكريمهم وتخرجوا، وبعضهم تسلم هدايا ودروعا وشهادات شكر، وذلك في حفل التخرج السنوي قبل بداية الامتحانات النهائية. ما سمعته، وتأكدت منه أصابني بالصدمة والاستغراب والدهشة، وبعد البحث والسؤال زادت دهشتي، لأن ما يحصل حقيقة، ومن سنين طويلة للأسف. هذه الظاهرة الغريبة تحدث سنويا، حيث تتجه الكثير من المدارس الأهلية (بنين وبنات) إلى إقامة حفلات تخرج لطلابها في قاعات وفنادق فخمة، وقبل بداية الامتحانات النهائية بأسابيع. يرتدي الطلاب أو الطالبات في حفل التخرج مشلحا أو عباءة أو زيا موحدا يوحي بتخرجهم، بحضور ذويهم، ويتسلمون دروعا تذكارية وشهادات شكر وتقدير وهدايا من إدارة المدرسة بهذه المناسبة، بينما ميزانيات هذه الحفلات مبالغ مالية وطائلة، وتؤخذ من جيب ولي أمر الطالب والطالبة، ومن نتائجها السلبية صرف الطلبة والطالبات عن الهدف الأساسي، وهو التعليم، وهذا يؤثر في التحصيل العلمي، ويوحي بأن الهدف مادي وربحي، مع استنزاف للأفكار والقدرات للحفل، بعيدا عن التعليم الذي هو الهدف الأساسي. كما من النتائج السلبية «رسوب بعض الطلاب المكرمين»، وهنا الصدمة، ولكن -وحسب بحثي- لا رسوب إذا الطالب سدد الرسوم كاملة للأسف!؟. أخيرا.. نأمل من وزارة التربية والتعليم التدخل، ووقف هذه الحفلات التي هدفها مادي، ونتائجها مشكوك فيها (ضمان نجاح جميع الطلبة) أو تقنين هذه الحفلات، حيث تكون إقامتها بعد إعلان النتائج النهائية، خاصة للمراحل المتقدمة (المتوسط والثانوي)، ومعالجة هذه الظاهرة السلبية تربويا وتعليميا.