أكد المخرج المسرحي المصري محمد العدل أن الممثل السعودي يحمل طاقة تمثيلية جميلة لم يرها في تونس ومصر والمغرب، خلال فترة عمله في هذه الدول، منوها بأن هذه الطاقة مهدرة تحتاج إلى من يوظفها بالطريقة الصحيحة. جاء ذلك خلال حديثه إلى "الوطن"، في ختام دورة إعداد الممثل في جمعية الثقافة والفنون فرع الدمام، مساء أول من أمس الأربعاء، وإخراجه للعرض المسرحي "رسائل السلام". ويضيف العدل أن هؤلاء الشباب المتدربين ال 13، لديهم الحماس، وهذا الحماس لا بد منه أن ينفّس وتقدم هذه الطاقة في المسرح، وأن التلفزيون والسينما لا تولّد هذه القدرة المسرحية مؤكدا لهم أن المسرح أبو الفنون ومنه يتم التعلم على الأساسيات والقدرات والإبداعات لأن فيه تكوين وتعبيرات الوجه والجسم ملائمة للحوار، وهي غير موجودة في السينما والفيديو، لأنه يتميز المسرح على الهواء مع الجمهور فيه الثقة وتوصيل الرسالة وفيه الإحساس والصدق في التقديم وهو كما يقال أبو الفنون ومنه ينطلقون إلى منابر إعلامية مختلفة. وأوضح العدل أن رسائل السلام هي نتاج ورشة إعداد المتدربين على تمارين حركية صوتية إيقاعية وفق منهج الفنان العالمي "أوغستو بوال"، وكانت الرسالة من خلال السلام القوي والتعايش مع الإنسان على مستوى العالم من خلال الدراما الحركية، بدون أي حوار من خلال صورة، لأن مسرح الصورة هو الأكثر حداثة في العالم، معتمدا على الدراما الحركية في توصيل الرسالة، وأن الرسالة السلمية التي قدمت هي قصيدة للشاعر المصري أمل دنقل بعنوان"لا تصالح" وهي إسقاط على حكاية الزير سالم، من خلال تدريبات إيقاعية باليد أو القدم بسيطة بحد ذاتها وعميقة في مضمونها. من جهته أكد مشرف لجنة المسرح ناصر الظافر في كلمته على أن لجنة المسرح تقدم مجموعة من المسرحيين الصاعدين الذين أحبوا المسرح ورغبوا في دخول عالمه الرائع المليء بالفن والمتعة والمشقة أحيانا واللجنة تقدم هذه الدورات التأسيسية في إعداد الممثل عبر تقديم أساسيات العمل المسرحي من خلال محاضرات نظرية وتمارين عملية، مؤكدا أن أبواب الجمعية ولجنة المسرح مفتوحة للجميع ووجدت من أجل الجميع لكي نضع أيدينا معا ونصنع حالة مسرحية متميزة في مملكتنا الحبيبة. قدمت الدورة المسرحية خلال خمسة أسابيع قدمها المخرج المسرحي عبدالله الجفال والمسرحي المصري محمد العدل، اعتمدا في تقديمهما على "الثقافة المسرحية"، التي تمكن الدارس من تحليل أي عرض مسرحي، ومعرفة المدارس المسرحية، ومعرفة ما بين السطور في النص المسرحي، وإضاءة مختزلة على تطور المسرح، عبر العصور المختلقة وتناول عناصر العرض المسرحي وتفاصيل كل عنصر من هذه العناصر، بالإضافة إلى تقديم بعض الوسائل التطبيقية التي ترد تفاصيلها عبر عناصر العرض، والتركيز في التدريبات العملية على أدوات الممثل وأهمها الصوت والجسد وتعريف الدارسين بكيفية دراسة النص المسرحي والشخصية المسرحية بالإضافة إلى دراسة التقمص والمعايشة والخيال وتدريبات على الاسترخاء لأهميته للممثل المسرحي.