وسط أجواء من الترقب، لم يكد المستشار أحمد رفعت أن ينطق بالحكم ضد رئيس النظام السابق ومعاونيه، حتى تعالت الأصوات في كافة ميادين ومحافظات مصر رافضة الأحكام، إلا صوت واحد هو صوت المرشح الرئاسي أحمد شفيق الذي أعلن من جانبه قبول الأحكام القضائية وفقاً لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية التي قالت: "إن شفيق أكد في بيان أصدره بعد الحكم في قضية مبارك أنه يحترم أحكام القضاء ويؤكد على أن منهجه إذا ما حصل على ثقة الشعب سيكون هو احترام القانون وتعزيز استقلال القضاء وأنه كمرشح لرئاسة الجمهورية يؤكد إصراره على قبول كل الحكم القضائي". وقضى حكم المحكمة بالسجن المؤبد ضد مبارك ووزير داخليته العادلي في قضية قتل الشهداء، وبراءة كافة المتهمين في قضايا الكسب غير المشروع والتربح. وفي مشهد جديد دعت إليه القاعدة العريضة من الشعب المصري، اجتمعت أصوات المرشح الرئاسي الإخواني الحاصل على المركز الأول في المرحلة الأولى الدكتور محمد مرسي والمرشحين حمدين صباحي وعبدالمنعم أبو الفتوح بالإضافة إلى حركة 6 أبريل وقائدها الدكتور محمد البرادعي وكافة القوى الثورية، ليعلنوا رفضهم للظلم وإهدار دم الشهداء. وصف مرسي الحكم الذي صدر في قضية مبارك بأنه "هزلي"، وعلق حملته الانتخابية داعياً مناصريه إلى التوجه فوراً إلى ميدان التحرير، متعهداً بالقصاص لشهداء الثورة فور توليه المسؤولية. وأكد صباحي دعمه للمتظاهرين كاتباً على موقعه على تويتر "لن نخون دماء الشهداء. ولن نسمح بإعادة إنتاج نظام القمع والفساد والاستبداد. ثورتنا مستمرة". واعتبر البرادعي الحكم بمثابة "إجهاض للثورة" التي اندلعت، وكتب على حسابه الشخصي على موقع "تويتر" الإلكتروني إن " النظام السابق يحاكم نفسه.. مسلسل إجهاض الثورة مستمر بمشاركة القوى السياسية.. يمهل ولا يهمل". أما أبو الفتوح فأصدر بياناً قال فيه: إن "دماء شهداء ومصابي ثورة 25 يناير هي مسؤولية كل شريف في مصر، والعمل على القصاص لهم من قاتليهم ومن حرضوهم لن يتوقف بكل السبل القانونية، بما فيها إعادة فتح التحقيقات والمحاكمات مرة ثانية بأدلة جديدة، فالجرائم التي ارتكبوها وحقوق الدم لن تسقط مهما طال الوقت، وعلى الرئيس القادم أن يتعهد بهذا بوضوح، وأيضا على كل وطني أن يحمل هذه الأمانة ويعمل على القصاص لحقوق الشهداء والمصابين بما يستطيع وفق القانون". واكتظ ميدان التحرير بمليونية تضم كافة طوائف الشعب، وانطلقت المسيرات تطوف المحافظات، في إعلان شعبي عن إحياء الثورة من جديد، مرديين "المرة دي بجد.. مش حنسيبها لحد".