لا يتصور احد ما يحدث في سوريا من قتل و تدمير وتشريد و تمزيق للأجساد بالارباجيهات و جنازير الدبابات من قبل النظام السوري العلوي الذي لا يأبه بأي قطرة دم عربية تسيل على الأرض العربية وإنما يعنيه حالة الحكم الملكي الذي ترأسته عائلة الأسد , ولا يكفي هذه العائلة أربعين عاما من الحكم بل أنها تريد أن تبقي على رأس النظام في سوريا أربعمائة عام أخرى و كأنهم أصحاب الملك وأصحاب الدولة فقط , ولا يتصور احدي بشاعة ما يحدث في سوريا اليوم و على مدار الساعة و ليس درعا وحماة وحمص و بانياس فقط وإنما كافة محافظات سوريا العربية , من ساعة إلى أخري يخرج عسكر وشرطة النظام يجوبون الشوارع بحثا عن متظاهرين أو محتجين أو من لهم مظلمة عند الحاكم و إن وجد احد منهم يكون القرار رمية بالرصاص وهذا اقل عقاب يمكن أن يصدر بحقه , إلا أن الشعب السوري أصبح على قناعة تامة بأن النظام العلوي لابد وان يتغير ,لابد وأن يسقط ,لابد وان ترحل عائلة الأسد ويقدم كل المستبيحين لدماء السورين للمحاكمة لينالوا عقابهم على قتل الشعب البريء. بالطبع يجد الحاكم و الزمرة التي تدور في فلكه مبررا في أنفسهم لهذا الفعل ,فقد يتهم كل من يرفع عبارة احتجاجية بالعمالة أو تنفيذ أجندة خارجية لان الجلوس في كرسي المملكة لا يدع أحدا يفكر إلا في نفسه ودوام ملكه إلى الأبد وما على الشعب إلا أن يطيع ويخدم هذا الحاكم دون حتى النظر في وجهه , أنها عصور الظلام السورية التي تمطى فيها هؤلاء الجلادين كراسي الحكم ,وأنها عصور الجهل التي صمت فيها الشعب العربي السوري على ظلم هؤلاء الحكام , هكذا هان الدم العربي السوري على حكام سوريا , وهكذا استبيحت دماء وأعراض وممتلكات أبناء محافظات سوريا الحرة بدأ من درعا وانتهائنا بدمشق العاصمة , وهكذا أصبح الجلاد يعتقد أن هؤلاء الناس اقل من الخراف التي تنتظر الذبح , فلم يكن غريبا أن تتحول كل الساحات إلى مذابح تدق فيها رقاب المحتجين والثائرين المطالبين بلقمة عيش شريفة تصل إلى أمعاء أبنائهم , وليس غريبا أن تداس المصاحف في المساجد من قبل جنود النظام أيام الجمع دون الاكتراث بحرمة الجمعة أو بحرمة المساجد , والتهمة جاهزة للقتلى المضرجين بالدماء, إنهم متآمرون ويقودوا تنظيما إرهابيا ..! إن كان النظام السوري أو أي نظام قمعي أخر يعتقد أن حصار المدن بالدبابات والذبح والقتل و الارباجيهات والاعتقال الليلي والحجز في السجون السرية والتعذيب والاتهام بالعمالة وإطلاق أيدي البلطجية والشبيحة والخارجين عن القانون سيحد وينهى الاحتجاجات والمطالبات بالحرية و الديمقراطية وإطلاق الحريات وتحسين حياة المواطن فانه يكون بذلك مخطئا وفي رأي انه كلما كبرت بقعة الدم النازفة من المواطنين كلما قصر عمر الحاكم وكلما كان عرشه اقرب إلى التهاوي وبالتالي نجاح الثورة , إن كان تفكير النظام بأن القمع والقتل والضرب والاعتقال و الشبح والاتهام بالعمالة هو الرد على كل المطالبين بحقوق مدنية اقرها دستور الدولة والقانون الدولي فان احدي الاحتمالين هو المؤكد , إما أن الحاكم ليس من الشعب أو أن الشعب ليس وطنيا وخائنا وبالتالي قتله أصبح حقا للحاكم وهذا مستحيل , فالشعب هو الرحم الذي أنجب الحاكم والشعب الذي عاش طويلا يحلم بالعدل وإطلاق حرياته وإطعامه من ثرواته وإنهاء فقرة ورفع السوط عن ظهره , لكن وليده , أي ابنة تنكر لأبيه ومن يتنكر لأبيه يكون ولدا عاقا ومن يرفع السيف في وجه أبيه يكون ولدا مجرما والمجرم أصبح قتلة واجبا . هي الحالة ذاتها التي تكررت في الثورة التونسية والمصرية والثورة الليبية , فلا حديث صحيح ولا تصريح عربي مسئول يطالب الحكام في سوريا باحترام حقوق الإنسان واحترام إرادة الشعب والكف عن قتل الشعب والتمثيل فيه , فلا صوت لجامعة الدول العربية ولا صوت لمنظمة المؤتمر الإسلامي ولا صوت للاتحاد الافرواسيوي ولا صوت لمجلس التعاون الخليجي ولا صوت حتى لبعض الشعوب العربية إلا بعض من الإعلاميين الأحرار الذين مازالوا يدافعون عن هذا الدم العربي الحر , ما السبب يا تري ..؟, هل هو احترام أرادة الشعب السوري أو اتخاذ موقف المتفرج وبعد ذلك يكون التأيد لمن له الغلبة , أو انه جبن وخوف , في الحقيقة لا يوجد مبرر حتى الآن ؟؟. في الوقت الذي تتعالى أصوات المنددين من دول الغرب و الدول التي تعتبر نفسها حامية لحقوق الإنسان بالعالم ,فمنهم من يطلب بالتدخل العسكري و منهم من يطلب بفرض العقوبات ومنهم من يطالب النظام بالرحيل لكن المهم هناك صوت , لكنى كنت أتمنى أن يكون الصوت عربيا . خاص بالوكاد