عبدالله علي المسيان هناك مقولة تقول رضا الناس غاية لا تدرك! يعني مهما فعلت أو طلعت أو نزلت لن تستطيع الحصول على رضا كل الناس! هذا مستحيل!. وأئمة المساجد هم أكثر الناس الذين تنطبق عليهم هذه المقولة !. فإذا كان إمام المسجد يسرع في الصلاة ويقرأ سور قصيرة أو آيات قليلة قالوا عنه أنه سريع وعجول، ويحتاج إلى مسك «بريك» والتخفيف من السرعة كي يتمكن الناس من اللحاق بالصلاة !. وإذا كان بطيء القراءة ويقرأ آيات وسور طويلة قالوا عنه أنه عديم الإحساس بالناس وليس عنده ذرة من الإنسانية! والناس فيهم مريض السكر والمبتلى بسلس البول والرجل المسن والطفل الصغير وفيهم موظفو الورديات وعليه زيادة السرعة والتخفيف!. وإذا تحدث بعد الصلاة وأعطى بعض الملاحظات أو الأحاديث النبوية والقصص المفيدة قالوا عنه إنه عاشق الميكرفون وكثير الكلام! وإذا امتنع عن الكلام قالوا عنه إنه إمام سلبي لا يهش ولا ينش!. وإذا قرأ الآيات بصوت جميل قالوا عنه إنه مقلد ومتصنع ومتكلف! وإذا قرأ قراءة عادية خالية من الصوت الجميل قالوا إنه لا يتغنى بالقرآن ويقرأ القرآن كأنه يقرأ جريدة أو مجلة !. وقسْ ذلك على أشياء كثيرة!. ومهما فعل إمام المسجد واجتهد فلن يحصل على رضا الناس ولو كان عنده مزمار من مزامير آل داود !. وإذا عجزوا عن إيجاد عيوب في الإمام بحثوا في شكل الإمام .. وقالوا اللحية طويلة أو قصيرة واللباس غير أنيق والسيارة قديمة، وهو بخيل وحريص على جمع الفلوس!. وإذا لم يجدوا في شكل الإمام شيئاً ذهبوا إلى أشياء أخرى في المسجد .. المكيف بارد وبحاجة إلى تخفيض البرودة ! المايكرفون صوته عالٍ وبحاجة إلى الخفض! الميكرفون صوته واطٍ وبحاجة إلى الرفع ! وهلم جرا عشرات ومئات من الشكاوى اليومية !. والحل أن يقوم أحد من جماعة أي مسجد باستئجار مركبة فضائية من أمريكا أو روسيا والذهاب إلى كوكب المريخ الذي يحتاج الوصول إليه إلى ستة أو سبعة شهور ويبحث بعد هبوطه على سطح المريخ عن إمام مسجد بمواصفات مريخية ثم يصطحب هذا الإمام المريخي إلى كوكب الأرض لأن كوكب الأرض خلا من أئمة المساجد ! هكذا يقول كلام الناس !.