تمكّن القاص حسين علي حسين، عضو أدبي الرياض السابق، من أن يقدم تجربته السردية في أدبي المدينة، يوم الثلاثاء الماضي، بطقس عمه الهدوء، بعد أن دخل في تجربة البدايات التي توقدت منها جذوة القصة، التي دفعت تجربته إلى أن تكون محل تناول كثير من النقاد في مشهدنا المحلي والعربي. وقدم الأمسية عضو أدبي المدينة الدكتور مدني شاكر الشريف، وحضرها أعضاء النادي ومحبّو الكتابة السردية والشعرية في المدينة. وقد تحدث القاص حسين عن بداياته في عام 1389ه، حين شجعه سباعي عثمان على نشر أول نصوصه في جريدة المدينة، لتكون انطلاقته إلى عالم القصة والرواية، وقد تمكّن من تقديم عدد من المجموعات القصصية اللافتة، من بينها الرحيل، وترنيمة، والرجل المطارد، وطابور المياه الحديدية. وتمكّن من أن يستلهم المدينة المكان في قصصه التي أورد في بعض تفاصيلها المشهد المدني وصورته القديمة، فهو ابن المدينةالمنورة؛ حيث ولد في “حوش الأجاوزة” في عام 1370 ه، وانفتح مبكراً على الأدب العربي والعالمي. وكان للأجواء والمكان دور في تخطيه الحديث عن تجربته السردية، ليقفز إلى الحديث بذكرياته عن بدايته، ليؤكد أنه بدأ بجمع الطوابع والصور والمناظر الطبيعية، ومراسلة الأصدقاء بالصحف، والرد على رسائلهم من غرفة السطوح، مشيراً إلى أنه كتب القصة بمحض الصدفة، رغم أنه كان يعد نفسه منذ البداية لكتابة المسرحية. وأشار القاص حسين علي حسين، وسط حضور لافت تفاعل مع تجربته السردية في نهاية حديثه، إلى بعض ذكرياته في المدينةالمنورة، وأكد أن الرواية بمثابة البيت الذي يجمع فيه جميع اللواعج، وهي تعطيك الحرية، ولكن الملاحظ على مجتمعاتنا العربية أن رواياتها لا تشعرك بما تحكيه. ووصف حسين علي حسين الرواية المحلية بأنها غائمة من حيث غياب بيئة المكان فيها، ليس كما هو حاصل في الرواية في أمريكا وأوروبا، التي يمكن أن تدخلك في عوالمها المكانية لأول وهلة. مضيفاً أنها لا تعتمد على التذكير، رغم أن الرواية في الوقت الحالي هي ديوان العرب. وكشف القاص حسين علي حسين أنه ينتهي قريباً من رواية تدور أحداثها في المدينةالمنورة، تستحضر المكان والشخوص وتضم جميع الشرائح.