شد القاص حسين علي حسين عضو مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي سابقاً، انتباه الحضور الذين اكتظت بهم قاعة المحاضرات الكبرى في نادي المدينةالمنورة الأدبي مساء أمس الأول، ببلاغة حديثه وهو يقدم تجربته السردية في محاضرة أدارها عضو مجلس إدارة نادي المدينةالمنورة الأدبي الدكتور مدني شاكر الشريف، حيث تحدث عن البدايات التي توقدت منها جذوة الكتابة القصصية لدى حسين والتي انطلقت عام 1389ه بتشجيع من سباعي عثمان الذي نشر له أول نصوصه في صحيفة المدينة لتكون انطلاقته إلى عالم القصة والرواية. وخلال مسيرته، قدم حسين علي حسين عددا من المجموعات القصصية اللافتة من بينها الرحيل، ترنيمة، الرجل المطارد وطابور المياه الحديدية، واستطاع القاص «المدني» أن يستلهم المدينة المكان في قصصه التي أورد في بعض تفاصيلها المشهد المدني وصورته القديمة فهو ابن المدينةالمنورة حيث ولد في «حوش الأجاوزة» عام 1370ه وانفتح مبكرا على الأدب العربي والعالمي. بعد الفصل الأول من مسيرته الأدبية، تناول القاص تجربته منذ عام 1398ه وهي الفترة التي توقف فيها قلمه عن الكتابة لقرابة 15 عاماً أو يزيد، وهنا قال: السرد في القصة والرواية يمثل قدرة القاص على نقل الفعل على وجه يجعله قابلا للتداول، وهذا ما حققه من تكامل في مسيرته القصصية مستفيدا من تنوع قراءاته في الأدب العالمي، حيث كان للأجواء والمكان دور بارز في تخطيه الحديث عن تجربته السردية، ليقفز إلى الحديث بذكرياته عن بدايته ليؤكد أنه بدأ بجمع الطوابع والصور والمناظر الطبيعية ومراسلة الأصدقاء في الصحف والرد على رسائلهم من غرفة السطوح، مشيرا إلى أنه كتب القصة بمحض الصدفة رغم أنه كان يعد نفسه منذ البداية لكتابة المسرحية «هذا كله وسط حضور لافت تفاعل مع تجربته السردية». عقبها عرج في سرده إلى بعض الذكريات الكامنة مخيلته عن المدينةالمنورة، مؤكداً أن الرواية بمثابة البيت الذي يجمع فيه كافة «اللواعج» التي تمنح الحرية، ويضيف: «الملاحظ على مجتمعاتنا العربية أن رواياتها لا تشعرك بما تحكيه»، ووصف حسين الرواية المحلية بأنها غائمة من حيث غياب بيئة المكان فيها، ليس كما هو حاصل في الرواية في أمريكا وأوروبا التي يمكن أن تدخلك في عوالمها المكانية من أول وهلة، مضيفا أنها لا تعتمد على التذكير رغم أن الرواية في الوقت الحالي هي ديوان العرب على حد قوله، وزاد: «القصة القصيرة فن قائم بذاته، وقد خرج من معطف ل «قوقول كانتاروس» عشرات الكتاب من خلال قصته (المعطف) ولدينا أعمال جيدة في القصة وبدأت جودتها منذ عام 1980م. ورداً على سؤال لأحد الحضور عن تأثير المدينةالمنورة في قصصه ولماذا لم يذكر المدارس والأحياء التي كان لها أثر في طفولته وحياته الثقافية، بين أنه درس في مدرسة العلوم الشرعية، وتخرج في ثانوية طيبة، كما درس القرآن الكريم في المسجد النبوي على يد الشيخ طه علي الألواح، حيث كانت مدرسة العلوم الشرعية مقابل المسجد النبوي، مشيراً إلى أنه كان يقضي معظم وقته بين المدرسة والمسجد، وأن معظم إنتاجه القصصي أجواؤه كانت «مدينية» ما عدا القليل عن الرياض مع أنه عاش فيها منذ عام 1990م، وكشف القاص حسين علي حسين أنه سينتهي قريباً من وضع الخطوط النهائية لرواية طويلة تدور أحداثها في المدينةالمنورة، تحكي قصة أبناء المدينةالمنورة أثناء التهجير.