انتقد القاص حسين علي حسين الرواية المحلية من زاويتين؛ من حيث أنها غائمة فيما يخص بيئة المكان فيها، ليس كما هو حاصل في الرواية في أمريكا وأوربا التي يمكن أن تدخلك في عوالمها المكانية لأول وهلة، وأنها لا تعتمد على التذكير رغم أن الرواية في الوقت الحالي هي ديوان العرب، مشيرًا إلى أن الملاحظ على مجتمعاتنا العربية أن رواياتها لا تشعرك بما تحكيه. جاء ذلك في الأمسية التي حل فيها حسين ضيفًا على نادي المدينةالمنورة الأدبي يوم الأول من أمس، بعنوان "تجربتي مع السرد"، استهلها مقدم الأمسية الدكتور مدني شاكر الشريف بحديث عن حسين، أشار فيه إلى أن العام 1389ه يمثل بداية دخول حسين إلى عالم الكتابة القصصية حين شجعه سباعي عثمان في نشر أول نصوصه في جريدة المدينة لتكون انطلاقته إلى عالم القصة والرواية، لافتًا إلى أنه قدم عددًا من المجموعات القصصية اللافتة من بينها "الرحيل"، و"ترنيمة"، و"الرجل المطارد"، و"طابور المياه الحديدية"، استطاع فيها من استلهام المدينةالمنورة في قصصه من واقع أنه أحد أبنائها حيث ولد في "حوش الأجاوزة" في عام 1370ه، وانفتح مبكرًا على الأدب العربي والعالمي. القاص حسين بدأ بالحديث عن تجربته منذ عام 1398ه حيث تخلل تلك المرحلة توقف زادت عن 15 عام، ومبينًا أن السرد في القصة والرواية يمثل قدرة القاص على نقل الفعل على وجه يجعله قابل للتداول، وهذا ما حققه من تكامل في مسيرته القصصية مستفيدًا من تنوع قراءاته في الأدب العالمي. مبينًا أنه كان للأجواء والمكان دور في تخطيه الحديث عن تجربته السردية.. ليقفز إلى الحديث بذكرياته عن بدايته، مشيرًا إلى أنه بدأ بجمع الطوابع والصور والمناظر الطبيعية ومراسلة الأصدقاء بالصحف والرد على رسائلهم من غرفة السطوح، لافتًا إلى أنه كتب القصة بمحض الصدفة رغم أنه كان يعد نفسه منذ البداية لكتابة المسرحية. وكشف حسين في ختام حديثه إلى أنه سينتهي قريبًا من رواية طويلة تدور أحداثها في المدينةالمنورة وفيها وجوه من المدينةالمنورة وتضم مختلف الشرائح وتحكي قصة أبناء المدينة أثناء التهجير.