مع سطوة الإعلام الجديد وأدواته، ومع النوايا المخلصة لفضح الفساد بكل ألوانه ومسمياته وأبطاله الخارقين للقيم، أصبحت الحقيقة على مرمى حجر وإن حاول فاسد -عبثاً- حجب الشمس بغربال مهترئ! ولعل خير شاهد قضية الفتاة رهام بنت الثلاثة عشر ربيعاً والتي باغتها خريف -الصحة- في أجمل فصول عمرها، بضخِّ دمٍ مات في كرياته الضمير ليسري الإيدز في شرايينها المنهكة بقسوة الأنيميا المنجلية ولتصحو على مواساة في فقيدها، دمها الطاهر البريء! في مستشفى ظنت في عيادته شفاءً، وقد خيَب ظنها حين وأدها -حيَةً- من لم يحسن الأداء بما يتناسب وقيمة حياة البشر! والمحزن ما تبع ذلك الخطأ القاتل بقسوة من محاولات عبثية للتكتم على فعلة بتلك الخطورة التي تفي لتصنفها كجريمة -مسلسلة- قتل! وقد قيض الله لفضح مرتكبيها إعلاماً ما عادت تعرقله الحواجز ولا تعميه الضبابية عن كشف مواطن الخلل في أي من الأجهزة الموكل إليها خدمة المواطن وتأمين أسباب عيشه الكريم، إذ لم تعد آليات «سكتم بكتم» ذات جدوى وإن تناوب على تفعيلها جهابذة التعتيم وحرس الفساد في حضور إعلام جدير بخلق بيئة فاضحة وطاردة للمفسدين وفسادهم، إيذاناً بشفافية تجنب المواطن المنغصات، ولنعترف بأن خلف تلك المشاهد المؤلمة من المعنيين من أشغلهم التشغيل الذاتي والعلاج بأجر والمكاتب الفاخرة الزاخرة بكل أسباب البلادة المحفوفة بالتكييف وشاشات العرض والاسترخاء بعناية سكرتاريا وخدمات «بوفيه» وقاعات اجتماعات وأطقم علاقات عامة، تكفي سلبيتها للإطاحة بهيكلية ما تبقى من الجسد الصحي المبتلى! * ركلة ترجيح فسخ خطوبته من «نزاهة» وعقده مع «الشفافية» فأكَّد «الإعلام» تفرُده وجدارته بالتصدي للفساد والمفسدين!