مجدي عبدالحليم حين تقع فانهض ولا تنتظر من أحداً أن يمد يده إليك ليساعدك، أزِل الغبار عن ثيابك واجمع أغراضك واستعِد هدوءك واجمع أفكارك وحدّد أهدافك واعرف إمكاناتك وأكمل المسير، فالطريق لم ينتهِ بعدُ، والفشل لا يعني نهاية الكون، لأنك حين تبحث ستجد أشياء جميلة في الحياة تستحق منك أن تجتهد وتبدأ من جديد وتطفئ شموع اليأس وتضيء بدلاً منها شموع الأمل، حطم دوائر الحزن ولا تسمح لليأس أن ينسج خيوطه حول القلب، واصمد ضد كل انكسار، فالفشل ما هو إلا محطة فلا تتوقف عندها كثيراً واعبرها، فالوهم هو مقبرة الإنسان، وتمسك بالأمل دائماً واعلم أن لأي مشكلة حلاً مهما كانت كبيرة، واعلم أن الحياة لن تتوقف لحزنك، ولتعلم أن أبراهام لنكولن الرئيس الأمريكي فشل عندما كان عمره 31 في الأعمال الحرة، ثم فشل في خوض الانتخابات عندما كان عمره 32، وفشل مرة أخرى في الأعمال الحرة عندما كان عمره 34، وتوفيت خطيبته عندما كان عمره 35، وأصيب بانهيار عصبي عندما كان عمره 36، ثم خسر الانتخابات مرة أخرى عندما كان عمره 38، وخسر الكونجرس حين كان عمره 43، وبعدها خسر مرة أخرى وكان عمره وقتها 46، ثم مرة ثالثة وهو في سن 48، ثم خسر سباقاً للفوز بلقب سناتور وعمره 55، وفشل في أن يكون نائباً للرئيس وعمره 56، وعندما أصبح عمره ستين عاماً أصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية! ماذا لو أن أبراهام لنكولن استسلم للفشل والإحباط واليأس؟ هذا نموذج لرئيس أكبر دولة في العالم، وفي المقابل سأقص عليكم نموذجاً استسلم لليأس، وهو نسر صغير تربى وسط الدجاج وكان يحلم دائماً بأن يطير، ولكن الدجاج الذي تربى معه دائماً يسخر منه ويقول ما أنت إلا دجاجة لا تستطيع الطيران، فدفن حلمه داخله وأقنع نفسه بأنه لا يستطيع الطيران، وقبِل بالأمر الواقع وما لبث أن مات. وفي النهاية عزيزي القارئ، ماذا تحب أن تكون؛ نسراً لا يطير ويكتم حلمه بين جنباته، أم شخصاً يسعى للاجتهاد والعمل والتطور؟ هل تريد أن تسب وتلعن الظروف أم تعمل لتحقيق ذاتك؟ عليك بالاختيار وعدم اليأس، (وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ).