(إذا كنت لم تزل تضع، الزهور على قبر أحلام الأمس التي ماتت ودفنت وأصبحت ذكريات، فلن ترى أبدا أحلام اليوم وهي تولد وتنمو لتصبح حقيقة) مقولة نفسية. هل تعلمون إخوتي أخواتي ماهو أقرب وأسرع طريق لمقبرة اليأس؟! إن كنتم تعلمون، لا مشكلة ، وإن كنتم لا تعلمون، فإليكم وصفة اليأس والكآبة: إذا كشرت لكم الحياة عن أنيابها، وصفعتكم بغدرها، فضعوا أيديكم على الخدود، وابكوا، وولولوا، ،واعزفوا ألحانا بكائية،على ضوء القمر،وتحسروا على الماضي الذي لن يعود!اتركوا أعمالكم قفوا على أطلال الذكريات، واندبوا حظكم، اعتزلوا العال م، واعتصموا داخل بيوتكم، أشبعوا من حولكم تذمرا وقلقا، ورددوا موشحات الخيبة والكآبة واليأس في كل مكان تذهبون إليه؟! عندها ستحصلون على أعلى مراتب اليأس والكآبة بلا منازع وسيطلق عليكم لقب :يائسون من الطراز الأول؟! وستسجل أسماؤكم في موسوعة اليائسين، وبعدها سيلفكم النسيان ولن يتذكركم أحد، لن يتقرّب إليكم أحد، سيفر الناس منكم، ويتشاءمون، من مجرد ذكر سيركم أمامهم؟!هذا هو طريق اليأس والكآبة وياله من درب؟!صدقوني أيها اليائسون لن يجديكم البكاء ولا الوقوف على الأطلال، فالماضي لن يعود، وعجلة الزمن لن تتوقف، من أجلكم ويأسكم، وأنتم من سيدفع الثمن غاليا، من أعماركم، وصحتكم، ستخسرون أشياء ثمينة،وستتسببون بحزن عميق لأسركم، ومن يهمه أمركم، قلوبكم ستذوي، وفيروسات الكآبة، ستنهش نفوسكم، وتفترس، نضارتكم، أما الحياة فلن تكون أمام ناظركم إلا علقما!!ولن تروا أبدا أحلام اليوم وهي تولد وتنمو لتصبح حقيقة ،،إني أتساءل هل بعد هذا كله، ستستمرون في ذلك الطريق المظلم،وتتبعون تلك الوصفة،القاتلة،؟!أم أنكم ستسلكون طريقا آخر؟! ياللروعة، وكأني أرى البعض منكم وقد بدأ يحول وجهته إلى الطريق الآخر، إلى طريق الأمل، إلى الثقة بالله والتوكل عليه،ياه ما أجملك ياطريق الأمل، انظروا إليه، هاهو يلّوح لكم بيديه وينتظر عبوركم، إليه، يا لابتسامته العذبة النقية، يا لبهائه، يالحنانه، هل رأيتم كيف يحنو عليكم ويأخذ بأيديكم في كل مرة تتعثرون فيها،من يتمسك بأمله،ويتغلب على يأسه، ويحاول،النهوض، من كبوته، مرارا، وتكرارا دون قنوط، سيجد، أمله وحلمه بانتظاره مهما طال، أما من يقنط من رحمة الله، ويستسلم للكآبة واليائس، فلن يحصد سوى الألم،وستهوي به،طفيليات اليأس إلى أسفل سافلين؟!ولن يجد يدا تمتد إليه،مالم يبادر هو، بالنهوض من كبوته، أولا،؟!فالحياة أصبحت صعبة والكل مشغول بنفسه وبهمومه،وأحزانه؟ّ! مهلا مهلا!وكأني أرى التفاؤل وقد انضم للأمل، ليستقبل أسراب اليائسين ممن غيروا طريقهم، وساروا في دروب الأمل، جاء التفاؤل ليساند الأمل، ويحتضن تلك القلوب الذاوية، ويربت عليها، ويتسلل بين الجوانح، محلقا،بها إلى سماوات من الحب والخير والجمال والثقة،بالله، ما أجمل منظركم يامن تغلبتم على يأسكم وقنوطكم، ما أحلى لحظات لقائكم بالأمل، والتفاؤل،يا لروعتكم،وأنتم تقفون على أرجلكم من جديد، وقد حاربتم وانتصرتم، على جراثيم اليأس،القاتلة، لتعانقوا، المستقبل المشرق، هكذا هم الشجعان دائما، يتحلون بقوة الإرادة والصمود، مهما، حاصرتهم الهموم والأحزان، وتعثرت بهم الخطى؟! كم تشتكي وتقول إنك معدم والأرض ملكك والسماء والأنجم؟! ولك الحقول وزهرها وأريجها ونسيمها والبلبل المترنم هشت لك الدنيا فمالك واجم وتبسمت فعلام لا تتبسم؟ إن كنت مكتئبا لعز قد مضى هيهات يرجعه إليك تندم؟ أو كنت تشفق من حلول مصيبة هيهات يمنع أن تحل تجهم؟ انظر فما زالت تطل من الثرى صور تكاد لحسنها تتكلم! إخوتي أخواتي، لتكن حياتكم، كلها أملا جميلا مشرقا، وثقة بالله،واطمئنانا،واعلموا أن الحياة لا تصفوا دائما، بل تعتريها المصائب،والغموم،والقوي من كان الإيمان سلاحه. لا تنظروا للشمس في أحزانها فغدا سيضحك ضوؤها بين النخيل وستشرق الأزهار رغم دموعها وتعود ترقص مثلما كانت على الغصن الجميل لا تجعلوا اليأس والكآبة تسطير على قلوبكم، ومهما تكالبت عليكم نوائب الدهر، وصروفه، فاقتلوها بالصبر، والصلاة، والدعاء ورباطة الجأش،من يعرف الله لا يعرف اليأس أبدا. لا تيأسوا ليل الشتاء سينجلي والفجر سوف يزف صوت البلبل ولسوف تهتف زهرة فواحة بشذا يحدث عن ربيع مقبل وسيوفى الصابرون والصامدون، أجرهم بغير حساب، أما اليائسون، المستسلمون، فلن ينالوا سوى الأسى، والخيبة،والفشل...والدمع الغزير. لاح السراب فما وقفت لأنني أبصرتٌ غُصنا بعده لم يذبل! ورأيت نهرا صادقا من خلفه تجري عليه زوارق المستقبل ورأيت خلف النهر فجرا ضاحكا يدنو إليّ بوجهه المتهلل أنا لن أخاف من الجفاف فديننا نهر يفيض من الكتاب المنزل. القرار بأيديكم،إما أن تحيوا بالأمل وللأمل،وتعانقوا،التفاؤل،وإلا فالوصفة الجاهزة لمقبرة اليأس تنتظر من سيطبخها،ومن ثم يتحرق بلهيبها؟ آخر الهمسات مهما توارى الحلم في عيني وأرّقني الأجل مازلت ألمحُ في رماد العمرِ شيئا من أمل فغدا ستنبت في جبينِ الأفقِ نجمات جديدة وغدا ستورق في ليالي الحزن أيام سعيدة وغدا أراكِ على المدى شمسا تضيء أيامي وإن كانت بعيدة!