هل هناك من لا تريد النجاح في هذه الحياة؟ ستستغربين لو قلت لك إن الكثيرات جداً بيننا لا يردن النجاح، بل ويرغبن في الفشل وربما لا يدركن ذلك. في داخلهن خوف مبهم من النجاح، لذا تجدينهن يفضلن دائماً الوقوف خلف "الجدران"، عقلهن الباطن رافض وبشدة لفكرة النجاح وما يتبعها من مسؤوليات للمحافظة على هذا النجاح. لذا اسألي نفسك وبصدق: كم مرة أردت الفشل وبررت ذلك بمئات الأعذار الواهية؟ الفشل في تحقيق ما نريد أمر طبيعي في العالم الذي نعيش فيه، وليس الفشل الذي يجعل منا فاشلات، إنما الفشل أن نتوقف عن المحاولات ونكرر تلك العبارات المحبطة أمثال (هذا مستحيل، صعب، لا أقدر، تعبت، .........). ليس المهم ما حدث لك في الماضي ولكن ماذا ستفعلين الآن هو الذي سيصنع الفرق في حياتك، وحتى تتغير الأمور يجب أن تتغيري أنت وليس الآخرون. غاليتي حواء، عندما تفشلين في شيء فهذا لا يعني النهاية إن جعلتيها درساً للبداية، راجعي وضعك الحالي وغيري الاستراتيجيات متى ما لمست عدم جدواها. لا ترضي أن تعيشي على هامش الحياة وكأنه لا وزن لك ولا قيمة، إنه من المستحيل أن تغيري أمسك، وقد يكون صعباً أن تغيري يومك، ولكن بالاستفادة من أخطائك وفشلك في الماضي، كل شيء ممكن غداً بإذن الله، لأن قدرتك غير محدودة على الإطلاق، غير محدودة، غير محدودة. أفعالٌ صغيرة تقودك إلى نجاحات كبيرة بإذن الله، فطموحاتنا بالحياة تحدثها أفعال صغيرة، وإن كانت نظرتك المبدئية هي فشل، اعتبريها تجربة تعلمت منها واستفدت، لأن كل شيء خلقه الله تعالى بسبب. وإن كنت ممن لا يملكن مدارجاً نحو النجاح، فشيديها بنفسك، وتذكري دوماً أنه في يديك أنت وحدك أن تكوني أو لا تكوني! ربما الفشل الذي يراه الناس منك هو بالحقيقة خطوة نحو نجاحك الأكيد، لذلك أريدك أن تصعدي فوق فشلك. دعيني أخبرك عن شخص عاش معنا على هذا الكوكب، فشل بالتجارة وعمره 24سنة، وفشل مرة أخرى بالتجارة أيضاً، حيث خسر كل أمواله وعمره 31سنة ثم حاول مرة ثالثة وعمره 34سنة وفشل، أصيب بانهيار عصبي في عمر 36سنة، ثم اتجه بعد ذلك إلى المجال السياسي ففشل بالانتخابات لدخول الكونغرس كعضو فيها وعمره 38سنة ثم فشل مرة ثانية وعمره 40سنة وفشل مرة ثالثة وعمره 42سنة بعد ذلك فشل للمرة الرابعة وعمره 46سنة وفشل مرة خامسة وعمره 48سنة ثم فشل أن يكون نائب رئيس وعمره 50سنة، بعد ذلك اختير رئيساً للولايات المتحدةالأمريكية وعمره 52سنة، هذا الشخص هو ابراهام لينكولن الملقب بمحرر العبيد، شخص كتبه التاريخ لنا!! فأهلاً بالفشل إن كان سيتركنا نتحرك نحو تحقيق ما نريد. لا تسمحي للفشل أن يهدم ما بنيت من أحلام وطموحات، كوني أكبر منه، قفي في وجهه وتصدي لعواقبه. تأكدي بأنه ليس هناك خطوة واحدة عملاقة حققت النجاح، إنما هو مجموعة خطوات صغيرة، خطوات تتخللها عقبات وصعوبات، فشل ونجاح، وإن لم نتحل بالقوة والصبر والإيمان بالله ثم أنفسنا وقدراتنا، فإننا لن نتقدم أبداً ولن نصل لأي مكان. ليست المأساة الا تبلغي هدفك، ليست المأساة أن تفشلي، إنما المأساة تكمن في تخليك عن ذلك الهدف بسهولة، المأساة الحقيقية أن يحولك الفشل لفتاة ضعيفة، منكسرة، لا هدف لها في الحياة. دافعي عن حقك بالحلم، دافعي عن طموحاتك، وليكن هدفك الأسمى هو النجاح. تعلمي عن طموحاتك، وليكن هدفك الأسمى هو النجاح، تعلمي من الفشل ألا تيأسي، فكما خلق الله الضراء، أوجد السراء. قليل من الأمل يجعل للحياة طعماً آخر، ومقدار الرضا يزيد مساحة الإيمان في القلب، احذفي كلمة "لو" من مفردات قاموسك وعوضيها ب "اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها". همسة.. لا يحزنك أنك فشلت ما دمت تحاولين الوقوف على قدميك من جديد، يجب أن تثقي بنفسك، وإذا لم تثقي بنفسك فمن ذا الذي سيثق بك!!..