أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني أمس، فوز شركتي طيران الخليج وشركائها، والخطوط الجوية القطرية برخصة ناقل جوي وطني، مؤكدة أن الشركتين قدمتا أفضل العطاءات. وأكدت ل «الشرق» مصادر مطلعة في قطاع الطيران المدني، أن دخول شركتين بحجم طيران الخليج والقطرية إلى السوق السعودية سيحد من أزمة الحجوزات وعدم وجود رحلات كافية جراء النمو المتزايد في أعداد المسافرين سنويا، كما سيساهم في إيجاد منافسة بين الشركات لتقديم خدمات متميزة للمسافرين للحصول على أكبر شريحة من العملاء. وأشارت إلى أن فوز شركتين خليجيتين جاء متزامنا مع دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى التكامل بين دول الخليج، مبينة أن عدد الرحلات والمقاعد التي ستوفرها الشركتان ستكون كفيلة بالقضاء على مشكلات الحجوزات والانتظار. ورجحت المصادر أن تكون بداية التشغيل في الربع الثالث من عام2013، مشيرة إلى أن الشركتين الفائزتين ستبدآن استكمال الإجراءات النهائية للحصول على التراخيص اللازمة للتشغيل، التي ستستغرق من ثلاثة إلى ستة أشهر، ووفق جاهزيتهما التشغيلية. يذكر أن الخطوط القطرية تمتلك أسطولا كبيرا يتكون من 120 طائرة، وأن هذا العدد سيرتفع إلى 170 طائرة في 2015، بالإضافة إلى أنه سوف تتسلم 250 طائرة بقيمة 50 مليار دولار خلال السنوات القليلة المقبلة. واعتبرت المصادر أن المزايا التي طرحتها الهيئة شجعت الشركات على الدخول في منافسة للفوز بالرخصة، إذ إنها لم تقيد الفائزتين بنقطة إلزامية، متيحة لهما اختيار النقطة المناسبة للتشغيل، وتطبيق آلية الشرائح السعرية بالإضافة إلى تخفيض الوقود الذي تجري المباحثات بخصوصه حاليا. وذكرت الهيئة في بيان لها أمس، أن ملف طيران الخليج وشركائها تضمن خططا تشغيلية رفيعة تشكل إضافة لصناعة النقل الجوي في المملكة، وتنفيذ رحلات داخلية ودولية تصب في مصلحة المسافرين لدرجتي رجال الأعمال والضيافة، كما قدمت الخطوط الجوية القطرية، عرضاً متقدماً ركزت من خلاله على تقديم خدمات نوعية للمسافرين وفق معايير عالمية على الرحلات الداخلية والدولية. وأوضحت أنها أجرت تقييما للعطاءات بمساعدة شركة «إس إتش آند إي الأمريكية العالمية» المستشار الفني للهيئة وفق ثلاث مراحل، كما تضمنت منهجية تقييم الشركات المتنافسة المعايير والإجراءات المستخدمة عالميا، التي تشمل توافق العرض مع وثيقة طلب العروض ومصلحة المسافرين في المملكة، ملائمة استراتيجية الشركة التشغيلية للشبكة الداخلية والدولية بما يخدم الركاب المسافرين، وقدرة الشركة على تحمل أعباء التكاليف التشغيلية على المدى الطويل ومدى واقعية التكاليف التشغيلية المقدمة من قبل الشركات المتنافسة ومقارنتها بشركات طيران عالمية مماثلة لها منذ بداية التشغيل، وعناصر أخرى مثل أسطول الطائرات وعدد الرحلات الداخلية وغيرها من المعايير الدولية. وقد تقدم للهيئة في المرحلة الأولى، 14 شركة للحصول على الرخصة، وقامت الهيئة بفرز العروض ودراستها وفق معايير محددة، تشمل درجة الكفاءة التشغيلية، مستوى الملاءة المالية، واقع الخبرة التراكمية وعدد سنوات التجربة في مجال صناعة الطيران والنقل الجوي للمفاضلة بين المتقدمين، وتأهيل الأفضل والأكثر كفاءة في مجال صناعة الطيران، وبناءً على ذلك تم تسليم وثيقة طلب العروض للشركات التي تأهلت للحصول على الرخصة. وأفادت أنه تم الانتقال إلى المرحلة الثانية، إذ عقدت الهيئة اجتماعا لممثلي الشركات السبع المتأهلة، تم خلاله تقديم عروض تفصيلية مرئية، احتوت على مراحل الطرح والجداول الزمنية والطاقة الاستيعابية للمطارات وحجم الحركة الجوية في المملكة. وفي بداية أكتوبر 2012م تم الانتقال إلى المرحلة الثالثة، إذ قدمت ست شركات عروضها النهائية والتفصيلية وهي العروض التي قيمتها الهيئة، واختارت الفائزين منها.