احتل عالم النفس سيجموند فرويد المحور الأبرز في الجلسة الثقافية التي حضرها الدكتور سعد البازعي، وأقيمت صباح أمس في المكتبة المركزية في جامعة جازان. واستمع البازعي لعدد من أسئلة الحضور من الطلاب والأكاديميين، وتحدث أكثرهم حول كتابه «المكون اليهودي في الثقافة الغربية»، حيث سأله الطالب محمد الضبع عن السبب الذي جعل فرويد يتأثر بمختلف المؤثرات الحضارية والثقافية لليهودية، كدين، عدا الغيبيات، وإذا ما كان يخشى ألا ينظر له كعالم إذا تعاطى معها، فأجاب البازعي أن السبب يعود إلى التحولات الفكرية التي برزت في حقبة ما بعد القرن الثامن عشر، ومحاولة المفكرين أن تتحول اتجاهاتهم إلى علوم ملموسة، كالفيزياء، والرياضيات، ولأن فرويد كان يريد تأسيس قاعدة علمية لعلم النفس، ولذلك لم يبرز تأثره بالنصوص الغيبية في التوراة، وتعمد ذلك لأنه ليس مؤمناً بها أساساً، ولأنه كان «لادينياً». وذكر أنه يحتاج لمعرفة «المكون العربي»، وأن كثيراً من المثقفين العرب لا يستطيعون أن يقولوا ما قاله سبينواز في القرن السابع عشر، ولا يستطيعون أن يقولوا ما يريدون لأن بعضهم لديه قلق المعرفة، ولهذا لابد لمن أراد البحث في ذلك أن يحفر عميقاً. ورفض البازعي نظرية «موت المؤلف» لرولان بارت، التي تحث على قراءة النصوص الأدبية بعيداً عن أي مؤثرات تتعلق بمبدعها؛ في سؤال لعميد كلية إدارة الأعمال الدكتور خالد القاضي، وقال إن من السهل فصل النص، أو فصل المؤلف عن القراءة النقدية، لكن ذلك لا يفضي لقراءة صحيحة، كونها تتجاهل تكويناً مهماً من مكونات النص الفكرية، وهي المؤلف، وذلك لفهم إنجازه. ورد البازعي على سؤال الطالب معاذ الحازمي: كيف تتصالح مع المسميات والألقاب التي تطلق عليك؟ فقال: هناك مشكلة في التسميات، ومعضلة من أبرزها سهولة إطلاق لقب «مفكر» جزافاً، مبيناً أنه يعترض على ذلك، وأن سبب ذلك عدم الوصول للنضج الثقافي، مؤكداً أنه ليس لديه مشكلة في التصنيف إذا كان يقترب إلى ما يعمله، وأن عمله في الشورى متصل بالنشاط الثقافي، وأن بعض القرارات التي سعى لاستصدارها ضمن لجنته هو إنشاء مجلس أعلى للثقافة، وأن هناك خيطاً ناظماً للاهتمامات الشخصية، وأن عضوية الشورى عمل وطني. وسأل رئيس العلاقات العامة في الجامعة، الدكتور إبراهيم النعمي، عن إمكانية أن تكون هناك نظريات عربية للنقد الأدبي غير «أسلمة النظريات الغربية»، أو «المزج بين النظريات الغربية»، فأجاب البازعي أن العرب يمكنهم أن يطوروا مناهج أدبية انطلاقاً من تراثهم، والاستفادة من البيئة، وأن المعضلة الثقافية هي معضلة ممتدة لجوانب الحياة لاستسهال العرب للحلول، والاعتماد على «الآخر كلياً»، وأن الواجب هو إعادة التشكيل النقدي بناء على البيئة، مستدلاً بجزء من تجربة «شكري عياد»، وأن العرب إلى الآن لم يتوصلوا إلى تطوير نظريات نقدية عربية.