صدام وهتلر وبشار الأسد وفرعون يشتركون في نقطة واحدة مع اللحظات الأخيرة لتوديعهم عالم الفناء والإقبال على عالم الآخرة أنهم يفقدون قدرة المراجعة فينفكون عن الواقع ويعيشون في عالم خاص بهم. يشبه هذا الدخول في الرمال المتحركة والأوحال في الغابات المطرية. كل حركة تعني المزيد من الغرق. هتلر كان يتخيل خيالات عجيبة يحفزه عليها جوبلز وزير الدعاية النازية وصدف في ظروف الحرب العالمية الثانية أن مات روزفلت فاستبشروا خيرا. قال له جوبلز إن فردريك القيصر الألماني الأسبق حصل له مثل هذا من موت أحد أعدائه (ربما كانت قيصرة روسيا كاترين العظيمة) فجاء الفرج. والذي حصل أن من جاء بعد روزفلت هو ترومان الذي أمر بضرب اليابان بقنبلتين نوويتين وكانت واحدة أكثر من كافية. قالوا يومها إذا ضربت فأوجع فينكسر ظهر الإمبراطور والساموراي وهو ماحصل فاستسلمت اليابان على ظهر البارجة ميسوري في 15 سبتمبر دون قيد وشرط. هتلر بدأ يتخيل وجود جيوش وهمية ولم يستيقظ من أحلامه حتى كان الشيوعيون على بعد مائة متر من دار الاستشارية فلما صحا من خيالاته تجرع السيانيد وضرب حلقه بالرصاص فانتحر مضاعفا على طريقة الدقة الألمانية المعهودة؛ فلا يرجع من الموت قط. أشك أن يفعل بشار هذا فينتحر، كما حرص صدام يوما على حياة فانتشلوه من حفرة مثل جرذ متعفن فشنقوه في يوم العيد. يقال أيضا إن خليفة بغداد المستنصر بالله لم يتخيل الجراد المغولي حتى بدأ يطرق أبواب بغداد بربع مليون جندي من مجرمي ذئاب آسيا الوسطى المدربين على القتال بأكثر من الجراد في أكل زروع الحقول. بشار الأسد في سوريا حاليا يفقد صلته بالواقع ويغرق في دماء السوريين أكثر فأكثر. إن من قتل منهم حتى اليوم يصلح أن يكون جبلا من الهامات والجثث. (الصحاف) العراقي غرق يوما في تصور امتداد قوات الحلفاء أنها تشبه جسم الأفعى يسهل قطعها بعد أن تأخر التقدم قليلا. فأصبح نموذجا للكذابين. وحاليا في سوريا هناك الكثير من النصحة الكذبة للأسد مثل بثينة وشهرزاد والأخيرة هي بنت محامي الشيطان الجعفري الذي يدافع عن النظام السوري في مجلس الأمن وجمعية الأممالمتحدة فكانت تلك الفتاة مثل أبيها ظلما وزورا. كيف سينتهي بشار؟ يصعب التكهن والجزم؟ ولكن في الغالب ستكون دموية جدا، وأرجح أن من حوله سيقتلونه ويذبحونه مثل كبش أملح، في أمل المحافظة على النظام الأخطبوطي الجهنمي من دهاقنة المخابرات من دولة الاستبداد وهو ماتريده روسيا. ولكن كما قال مرسي الرئيس المصري قد يتخذ القرار الصحيح في الوقت الخطأ فيكون قرارا خاطئا على كل حال. لقد اختار مصيره بيده مرسوما بالدم على طريقة السنوريات من عائلة الأسد.