على طريقة جوبلز لازال بعض مسؤولي الإعلام العرب يفكر !!. وجوبلز هو وزير الإعلام او الدعاية السياسية في العهد النازي، والعقل المفكر والمدبر لزعيم النازية هتلر، وهو صاحب أبرز نظريات في مجال الدعاية والإعلان السياسي.. ساعد هتلر في صناعة أسطورته الشخصية والعسكرية، وساهم في صنع الهالة السياسية له، كان جوبلز أول من عارض انضمام هتلر للحزب عندما تقدم بطلب للانضمام إلى الحزب في بداية عهده السياسي، ثم تحول شيئا فشيئا إلى صانع آلته الإعلامية، وأكبر مروج لأفكاره.. عندما وصفته الصحف الانجليزية بأنه الرجل الأخطر في العصابة النازية كتب في مذكراته بأنه كان فخورا بذلك الاطراء والمديح !! احترف بول جوزيف جوبلز صناعة الكذبة الإعلامية وترويجها، واستطاع أن ينفذ إلى قلب هتلر ويحوز على ثقته.. يقول (كان الفوهرر هتلر يقبل بكل ما كنت أقترح عليه دون أي صعوبة).. في المقابل كان هتلر يضع كافة ثقته به ويبدي سعادته المطلقة واطمئنانه بوجود شخص مثل جوبلز إلى جواره. عاش جوبلز حياته ( 1897- 1945) ه في خدمة هتلر وأفكاره، وفي الترويج للنازية بكافة الطرق، وفي ابتداع نظريات مبتكرة للترويج الإعلامي والدعاية، في ذات الوقت كان جوبلز أكثر ما يكره في حياته الثقافة والمثقفين وكان يقول (كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي).. هكذا هي الدعاية الإعلامية على طريقة جوبلز. بعد سقوط النازية أقدم جوبلز في مطلع شهر مايو 1945على الانتحار، ويقال إنه كان صلباً ولم ترتجف يداه وهو يتجرع حبوب السيانيد السامة ويقدمها لزوجته وأطفاله الستة. أسوق سيرة جوبلز كمثال لبعض وزراء الإعلام العرب الذي يرفع شعار (اكذب اكذب حتى يصدقوك) فتجده لا يتوقف أبدا عن اطلاق الأكاذيب والدعاية الكاذبة وتضخيم الأحداث بشكل مبالغ فيه.. كما أن الوزراء العرب في غالبهم لا يؤمنون بحق الإعلام في متابعة الحقائق وكشفها.. ولا يؤمنون بدور الإعلام والصحافة.. وينظرون إلى الإعلاميين والصحفيين على أنهم.. مرتزقة وأفاقين، على حد الوصف الذي قاله لي أحد وزراء الإعلام العرب . لقد استعار بعض مسؤولي الإعلام العربي سياسة جوبلز وفرضوها واقعا علينا.. وأكاذيب الإعلام العربي لا تنتهي ولا تتوقف منذ حرب 1967التي اوهمنا بها الإعلام بأننا أغرقنا اسرائيل بطائراتها وقوتها وعتادها في بحر عميق، وصار جنودها طعاما للاسماك.. حتى يومنا هذا الذي يظهر فيه أن الإعلام لم يتعلم الدرس.. وظل على ديدنه في السعي نحو ترسيخ الاكاذيب على أنها حقائق دامغهة.. واخفاء الحقائق على أساس أنها خدع وآثام تضر بمصلحة المواطنين. على طريقة جوبلز يسير بعض مسؤولي الإعلام.. ويصرون على أن الكذب هو الطريقة الوحيدة للاستقرار.. تخيلوا.. ودمتم سالمين.