التقت «الشرق» إمام وخطيب جامع التقوى في شارع التحلية في جدة القارئ نبيل بن عبدالرحيم الرفاعي، حيث ذكر في حديثه أنه رصد خلال إمامته للمصلين إقبالا كبيرا من فئة الشباب بمختلف الأعمار على صلاة التراويح، مؤكدا أن لدى الناس حبا كبيرا للخير، وأن رمضان لا يزال يمثل لهم محركا للمشاعر الإيمانية وتجديدها. وبين في حوار مع «الشرق» أن لديه جدولا معداًّ منذ سنوات يتّبعه في ختم القرآن الكريم مع المصلين في رمضان، مشيرا إلى أنه يقسّم القراءة ما بين صلاة التراويح وصلاة التهجد والصلوات المفروضة الجهرية، بهدف عدم الإطالة على المصلين، لافتا إلى أنه يصلي في مسجده بالناس ثماني ركعات في التراويح، إضافة إلى ركعتي الشفع وركعة الوتر. * كيف تقدم نفسك لقراء «الشرق»؟ - اسمي نبيل بن عبدالرحيم الرفاعي، من مواليد عام 1398ه في جدة، متزوج ولي ابنتان: لانا وتالة، بدأت مسيرتي في إمامة المصلين في عام 1415ه في مسجد رمضان في حي البغدادية، ثم انتقلت إلى مسجد الهدى في حي الأندلس، ثم إلى مسجد السيدة خديجة بنت خويلد في حي الزهراء، وحالياً إمام وخطيب لمسجد التقوى في شارع التحلية، حصلت على الماجستير في إدارة الموارد البشرية، والبكالوريوس في الهندسة البتروكيميائية، لكني أعد حفظي للقران الكريم في عام 1415 أقوى مؤهلاتي العلمية، أعمل مهندسا في المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية. * كم ركعة تصلي بالناس في مسجدكم في صلاة التراويح؟ - نصلي 11 ركعة، ثماني ركعات تراويح، إضافة إلى ركعتي الشفع وركعة الوتر * هل تعتمد على التطويل في قراءة القران؟ - بالقدر المعقول، لأن الرسول صلى الله علية وسلم أمرنا بالتخفيف في قوله (من أم بالناس فليخفف، فإن فيهم المريض والضعيف) وعندي جدول معين لختم القرآن في رمضان أتبعه منذ سنوات طويلة. * كم تقرأ في كل يوم؟ - أقرأ حزبا واحدا في كل يوم، وفي صلاة التهجد في الليالي العشر الأواخر من رمضان أقرأ جزءا كاملا بالإضافة إلى مواصلة الختمة في الصلوات التي يجهر فيها الإمام بالقراءة، فأكمل ما توقفت عنده في صلاة التراويح، بهذه الطريقة تعود الناس على قراءتي، وأسأل الله أن يوفقنا لختم القرآن بها. * كيف ترى إقبال الناس على المساجد في رمضان؟ وكم تقدر نسبة الشباب بينهم؟ - أرى أن لدى الناس حبا كبيرا للخير، ولا يزال رمضان محركا لمشاعرهم وتجديدا لإيمانهم وإقبالهم على الصلاة والعبادة، وأرى -والحمد لله- أن هناك إقبالا كبيرا من قبل الشباب في المراحل العمرية المختلفة، لا سيما خلال العامين الأخيرين، أضعاف الأعوام السابقة، وكذلك من قبل الأطفال الصغار والنساء، وهذا مما يفرح القلب حينما ترى الإقبال من هذه الأعمار على الصلوات والنوافل. * حدثنا عن مشاعرك واستعداداتك، كإمام للمصلين في رمضان، عند دخول الشهر الكريم. - تختلط مشاعري بين الفرح بدخول الشهر الكريم، وبين الإحساس بثقل المسؤولية التي أتحملها عمن يأتمّون بي ويقفون خلفي، وهو دور كبير جدا، فتجد الفرحة والرهبة والخوف، كلها مشاعر مختلطة لدى أئمة المساجد في رمضان، سرعان ما تزول حينما تبدأ الصلاة في أول ركعة من التراويح. * كيف تنظم جدولك اليومي في رمضان؟ - إجمالا، فإني أتفرغ للعبادة بشكل كبير، ويأخذ التحضير لصلاة التراويح والقراءة والمراجعة واختيار وكتابة الدعاء، جزءا كبيرا من وقتي في رمضان. * هل تقرأ ختمة في البيت غير ختمتك في التراويح؟ - أقتصر على ختم القرآن مع المصلين في المسجد مرة واحدة، إذ ليس المقصود عدد الختمات وإنما كيفية قراءتها وتدبرها والتمعن في آيات الله. * كيف يحافظ الإمام على صوته ويتجنب إجهاده؟ وما العوامل المؤثرة على صوت القارئ؟ - تناول المأكولات والمشروبات المفرطة في السخونة أو البرودة مضر بالصوت، وكذلك الإفراط في تناول البهارات والدهون والزيوت، فالصوت بحاجة إلى راحة، كما أن ممارسة الرياضة والمشي لها دور كبير في تحسين الصوت والمحافظة عليه. * هل تستمع إلى تسجيلات لختماتك السابقة؟ - يوميا وفي كل ليلة أستمع لتسجيلات لبعض قراءاتي لأراجع الأخطاء وأتجنب بعض السلبيات في سرعة القراءة أو بطئها. * من تستشير في قراءتك ومعرفة أخطائك في التراويح؟ - أسأل زوجتي بشكل يومي، وهي بدورها تعطيني تقريرا كل ليلة عن مواطن الإسراع والإبطاء والخطأ، وكذلك تعطيني رأيها في اختيار عبارات الدعاء. * حدثنا عن موقف حصل لك في رمضان. - بعد فراغنا من صلاة التراويح، وكعادة بعض الناس الذين يأتون للسلام على الإمام أو سؤاله بعض المسائل الشرعية، فوجئت بشخص أتى وسألني «ماهو الوزن الذرّي لعنصر الأيود؟» ولعله سألني هذا السؤال باعتبار مجال تخصصي وعملي مهندسا كيمائيا، ولكن كون السؤال جاء في المسجد وعقب صلاة التراويح وبعد الدعاء وأمام الناس، فمن غير الملائم أن أستحضر له الجدول الدوري للعناصر وأجيبه على سؤاله، فأعاد علي ثانية «ما بك ساكت؟ ألست مهندسا كيميائيا؟» فقلت له «صحيح أنا مهندس كيميائي، ولكني في هذه اللحظة أنا إمام مسجد.. جزاك الله خيرا». * ماذا عن تحضيراتك لخطبة العيد؟ ومتى تبدأ؟ - أبدأ في التحضير لها بعد دعاء ختم القرآن، وعادة أتحدث فيها عن القضايا الكبرى التي تحصل في العالم أو القضايا التي تهم المجتمع، وفي جزء منها أعرج على التأكيد على أن العبادة ينبغي ألا تنقطع بانتهاء رمضان، وكذلك أذكر المسلمين بصيام الستة أيام من شوال. * عن ماذا ستخطب في عيد هذا العام؟ - سأسعى إلى أن أكون بعيداً عن المواضيع الوعظية، لأن الناس قد اكتفوا مع انقضاء شهر رمضان بما سمعوا خلاله من الآيات والتذكير والوعظ، فمن الملائم تذكيرهم بالفرح والتسامح، وأن هذا يوم الفوز والقبول والعتق من النيران. * كلمة تود أن تختم بها حديثك؟ - أشكر لصحيفة «الشرق» إتاحة الفرصة للحديث، وأسأل الله لي ولكم العتق من النيران في هذا الشهر الكريم. نبيل الرفاعي