تصاعدت حدة الشكاوى في أحياء جنوبي ووسط جدة من مشكلات المصانع المقلقة الواقعة داخل الأحياء السكنية، مشكّلة خليطا سكانيا صناعيا، خصوصا في أحياء النزهة، الربوة، والبوادي، التي تتبع نطاق خدمات بلدية المطار القديم الفرعية. وتركزت الشكاوى حول انبعاثات مصانع للجبس والبلوك، تتوسط تلك الأحياء، فيما يهدد الغبار الكثير المتصاعد سلامة الساكنين، وتشكل أصوات العاملين وضجيج معداتهم قلقا لراحتهم، وطالب مواطنون تحدثوا ل”الشرق”، البلدية بسرعة التدخل لإزالة المصانع المخالفة، وتوقيع العقوبات على أصحابها. إزالة وعقوبات وقال فهد المعبدي من سكان حي البوادي “قبل سنتين تقدم والدي بشكوى لبلدية المطار يطالب فيها بإغلاق مصانع الجبس القريبة من منزلنا”، مشيرًا إلى أن الغبار المتطاير غطى الشارع باللون الأبيض، مصيبًا الأطفال وكبار السن بالحساسية والربو، ودعا المعبدي البلدية إلى إغلاق هذه المصانع ومعاقبة مالكيها. فيما أشار محمد العلياني، من سكان حي الربوة، إلى انتشار مصانع الجبس المخالفة في الحي بكثرة، لافتًا إلى أن هذه المصانع تتكون من أحواش لا تتوافر فيها وسائل السلامة أو آليات التخلص من النفايات، ووصف الأمر بالخطير، مطالبا الجهات الحكومية والأمنية بسرعة التدخل لحل هذه المشكلة. سحب العدادات وأفاد المواطن عبد الرحمن، أحد كبار السن من سكان حي الربوة، أن البلدية أزالت عددًا من مصانع الجبس والبلوك المخالفة، إلا أنه بعد نحو أسبوع من عمليات الإزالة تعود أعمال إعادة بناء هذه المصانع من جديد وكأن شيئًا لم يكن، وتساءل “لماذا لا يتم القبض على عمال هذه المصانع وأصحابها، وتسحب عدادات الكهرباء منها، ويغرم أصحاب العقارات بمبالغ كبيرة نظير تأجير أراضيهم لمثل هذه المصانع المخالفة”. وأثناء حديثنا مع عبد الرحمن، قاطعتنا ابنته قائلة “عدت قبل قليل من المستوصف برفقة ابني عبدالله، الذي أدخل إلى قسم الطوارئ بسبب ضيق في التنفس نتيجة إصابته بالربو”، محمّلة أصحاب المصانع المخالفة مسؤولية مرض ابنها، وطالبت أمين محافظة جدة وضع حد لحماية ابنها وأقرانه الذين تحولوا إلى ضحايا لتلك المصانع. حملة مداهمة من جهته، أشار مصدر في بلدية المطار الفرعية في جدة، إلى تنسيق قائم مع عدد من الجهات الأمنية في جدة، منها الشرطة والجوازات، لتنفيذ حملة على هذه الأحياء، ومداهمة المصانع المخالفة، والقبض على العاملين فيها، وإزالتها عن طريق الشيولات ومعدات الأمانة، وإتلاف الجبس والطوب، وسحب المركبات التي تستعمل في نقل الجبس والبلوك، التي تخص المصانع المخالفة. وأوضح ل”الشرق” أن المشكلة التي تواجه البلدية تتمثل في تواطؤ أصحاب الأراضي والأحواش من المواطنين مع العمالة المخالفة، فضلاً عن اعتراض بعضهم على عمل اللجنة. وحذر المصدر من الأضرار الصحية التي تسببها المصانع المخالفة، مفيدًا أن وجودها داخل الأحياء يتسبب في انتشار الغبار بصورة خطيرة، خاصة على المصابين بمرض الربو والأمراض الصدرية الأخرى، ولفت إلى أن آبار المياه التي تستخدمها المصانع المخالفة تتسبب في توالد البعوض وانتشاره في الحي، ما يؤدي إلى إصابة السكان بالأمراض، خصوصا حمى الضنك.