عادت أزمة مصانع الجبس العشوائية في حي الربوة الشعبي في محافظة جدة، التي يتجاوز عددها 150 مصنعاً إلى الظهور مجدداً، بعد استئناف تلك المصانع نشاطها المعتاد على رغم إعلان أمانة المحافظة إزالة 35 منها. بناء على شكاوى سكان الحي المتضررين منها. وكان سكان الحي شكوا من تضررهم من المصانع المتاخمة لحيهم، إضافة إلى عدم نظامية العمال داخلها، وخلوها من صكوك ملكية، وعودة غالبية إدارتها إلى وافدين من الجنسية الباكستانية، فيما كشفت جولة ل«الحياة» أن أعمال الإزالة لم تطاول 35 مصنعاً من أصل 150 كما أعلنت الأمانة، إنما تم تكسير جزء من حوائط نحو خمسة مصانع فقط. وطالب الأهالي في حديث إلى «الحياة» بإيصال معاناتهم اليومية التي يعيشونها إلى المسؤولين. وقال سعد حامد الجهني: «رفعنا شكوى من أهالي الحي إلى أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل، ضمناها معاناتنا من شوارع مظلمة وضيقة وبيوت مهجورة وكثرة أحواش الجبس التي زادت من معاناة أبنائنا بتلويثها الهواء بغبار الجبس، خصوصاً من يعانون أمراضاً تنفسية»، مضيفاً «لانستطيع ترك منازلنا لأننا لانملك سواها». وأشار الجهني إلى وجود خطاب آخر قدم من أهالي الحي إلى محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، وتضمن معاناة سكان الحي من كثرة مصانع الجبس والخردة، وقيام هذه المصانع بتركيب مواسير شفط المياة المدعمة من الدولة واستغلالها في نشاطهم، إضافة إلى تلويثهم الهواء، والزحام الشديد الذي يواجهونه. وقال: «تسبب ذلك بكثرة الوافدين من الجنسية البنغلاديشية المخالفة في الحي، حيث يبيعون المواد الفاسدة في البقالات، ويمررون المكالمات المخالفة لبعضهم، إضافة إلى انتشار عصابات إفريقية، يسطون ويسرقون بيوتنا، ويشربون المسكر في الأحواش المهجورة». ويواصل الجهني: «تابعت معاملة شكاوى الأهالي، ورقمها 3000047275 بتاريخ 23/4 حتى أحالها الأميران إلى الأمانة، ومن ثم إلى موظف وحدة الطرق في الأمانة، لكنه لم يفعل شيئاً، وعندما سألته رد علي بعبارة مختصرة مضمونها «انسَ الموضوع». وقال صاحب مكتب للمقاولات والتشطيب في الحي محمد ناصر الشهري: «لم يتم إزالة إلا جزءاً بسيطاً من المصانع»، معترفاً بتعامله مع تلك المصانع ولأسباب عدة أهمها رخص أسعارهم، إضافة إلى قربهم منه. وأشار الشهري إلى وجود أكثر من 300 مصنع مخالف في أحياء جدة، وأكبر نسبة منها تتركز في حي الربوة، مؤكداً أنهم يعملون 24 ساعة، وغالباً مايكثر نشاطهم وإنتاجهم بعد منتصف الليل. عامل «مخالف» مستاء من «ظلم» الأمانة وأكد أحد العاملين في مصنع تم تكسير جزء منه أن موظفي البلدية أمروهم بالخروج من المصانع (الأحواش)، وبعد خروجهم تم تكسير جزء من أحد حيطان كل مصنع، معلناً عن غضبه من هذا التصرف الذي وصفه بالظالم، «لأنه لم يتم تكسير جدران جميع المصانع التي تصل إلى150 مصنعاً، بل مجرد خمسة منها فقط، وأن أكثر من 145 مصنعاً لم تمسها معدات «الأمانة» نظراً لصعوبة الدخول إليها».