احتشد العشرات في صالة كبار الشخصيات بمطار الملك فهد بالدمام، مساء أمس، في استقبال المواطنين عبدالله علي وتوفيق حسن العائدين من لبنان، بعد تحريرهما من عصابة عراقية اختطفتهما وحاولت ابتزازهما. وامتلأت قاعة المطار بالورد والزغاريد والأناشيد فور دخولهما القاعة، في مشهد مؤثر ظهرت فيه رضيعة في الشهر الثاني، هي «لينا» حفيدة توفيق. وكشف المختطف عبدالله علي ل»الشرق» قبل دخوله لسيارة الإسعاف، أن الإصابة التي تعرض لها مع توفيق، كانت بسبب قفزهما من نافذة الشقة، حيث اعتقدا أن الأرضية غير صلبة، بعد مشاهدة عشب حولها؛ ما تسبب لهما في بعض الكسور، مؤكداً أنهما تعرضها لتعذيب نفسي وجسدي بواسطة استخدام الكهرباء. وشارك في الاستقبال مندوبون من وزارة الخارجية ومسؤولون في المطار، وحشدٌ من أقارب العائدين جاؤوا من محافظة الأحساء للاحتفال بعودتهما في المطار. وفيما ظهر المواطن عبدالله علي محمولاً على سرير؛ بدا الآخر متوكئاً على عكاز، وقال توفيق ل «الشرق» إنهما أصيبا بكسور ورضوض أثناء محاولتهما الهرب من الشقة التي احتُجزا فيها، حيث قفزا من الدور الثاني. وأشاد توفيق بدور سفارة خادم الحرمين الشريفين في بيروت التي اتخذت خطوات دقيقة مع السلطات الأمنية اللبنانية حتى تم إلقاء على اثنين من العصابة. وغادر المواطنان، أحدهما في سيارة إسعاف والآخر برفقة أقاربه متجهين نحو محافظة الأحساء في موكب اصطفت فيه سيارات المستقبلين. وقبيل مغادرته المطار قال توفيق ل «الشرق»، إن اختطافهما بدأ فور وصولهما مطار بيروت، حيث قادهما سائق سيارة أجرة إلى «شقة العصابة»، وأضاف أن أبرز المواقف التي تعرض لها كانت لحظة التعرف على حقيقة الأشخاص الذين اعتدوا عليهما بأنهم عصابة، في حين كانت أسعد اللحظات في حياته حينما استقبلته أسرته في المطار. وذكر أحد اقارب عبدالله وتوفيق، أن تفاصيل الحادثة بدأت عندما وصل عبدالله وتوفيق مطار لبنان واستقلا سيارة أجرة، حيث نصحهما سائقها باستجار شقة محددة نظراً لمميزاتها وسعرها، وبعد أن استأجرا الشقة طرق باب شقتهما أشخاص ادعوا أنهم سلطات أمنية، وبعد أن فتحا لهم الباب تم الهجوم على المختطفين واحتجازهما وتهديدهما بالقتل مالم تتحقق لهم مطالبهم.. وبالفعل اتصل بهم المختطفون يطلبون تحويل مبلغ مالي، وكانت نبرة حديثهم توحي بأن هناك أمرا غير طبيعي حصل لهم، بعد التشاور مع أفراد العائلة قررنا إبلاغ السلطات الأمنية، التي بدورها طلبت منا أن نوهم العصابة أننا سنحول المبلغ على رقم الحساب الذي أعطونا إياه، وأضاف: «بعد مرور أقل من 48 ساعة اتصلت العصابة بنا للاستفسار حول عدم إرسال المبلغ المالي، وكانت إجابتنا أن يومي السبت والأحد إجازة والبنوك مقفلة، والمبلغ جاهز وسيتم تحويله يوم الإثنين، وبعد تنسيق مع السفارة السعودية من خلال خطة أعدتها للقبض على أفراد العصابة، تم إعطاؤهم رقما مرجعيا خاطئا للحوالة البنكية، وأثناء وجودهم في البنك لأخذ المبلغ تم القبض على اثنين من أفراد العصابة كانت الحوالة باسميهما، وبعد التحقيقات معهما تم القبض على البقية». وقال والد توفيق إن دموعه خير تعبير لوصف حالته، بعد أن رأى ابنه عاد إلى أرض الوطن، ووجه والد توفيق الشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده وللسفارة السعودية في لبنان، على اهتمامهم وسرعة تجاوبهم وطمأنتة عائلة المختطفين، كما كانت سفارة المملكة متجاوبة مع عائلة المحتجين وقامت بعملها على أكمل وجه، من خلال الاتصال الدائم والتنسيق لغاية القبض على الجناة. وكانت القصة بدأت قبل أيام، حين اتصل عبدالله علي بابنه جعفر في محافظة الأحساء طالباً منه تحويل مبلغ مائة ألف دولار لشراء شقة في بيروت؛ ما أثار ريبة الابن الذي أبلغ السفارة السعودية وتمّ ترتيب الموضوع مع الجهات الأمنية حتى تمّ تحريرهما. توفيق حسن يقبل رأس والدته