كشف ل«عكاظ» أقارب سعوديين اختطفا في لبنان، عن اتصالاتهم مع المختطفين وكيفية التنسيق مع السفارة السعودية في بيروت حتى تم تحريرهما. «عكاظ» زارت أسر المختطفين أمس في قرية الرميلة التابعة لمحافظة الأحساء، وبين والد توفيق الشقاقيق أنه ينتظر عودة ابنه الى الوطن بأسرع وقت مفيدا أن أحفاده يطمئنونه على ابنه. من جهته قال ابنه شوقي «لقد ذهب والدي توفيق الشقاقيق الاثنين قبل الماضي مع ابن عمه عبد الله في رحلة سياحية الى لبنان، وغادرا مطار الملك فهد بالدمام مساء ذلك اليوم، وفي نفس الليلة تلقينا اتصالا مختصرا منهما أبلغاني بأنهما وصلا بيروت وهما بصحة جيدة، واستغربت من والدي كون اتصاله كان مختصرا ولما حاولت الإطالة معه في الحديث، قال سأتصل بك لاحقا». من جهته قال الدكتور جعفر وهو ابن المختطف الآخر عبدالله «اتصل بي والدي وكانت مكالمته مشابهة لمكالمة المختطف الآخر، سألته: انت فيك شيء، رد برد مختصر، انا بخير بس الطيارة تأخرت وسأتصل عليك لاحقا»، وفي اليوم التالي اتصل الأهل بوالدي فرد عليهم بشكل مختصر، وقال سيكلمهم لاحقا، ما أدخل الخوف في داخلي، كون اتصالاته دائما اثناء السفر مطولة، ويسأل عن المزرعة والأهل، ويحرص على معرفة كل شيء، واستمرت هذه الاتصالات المختصرة أسبوعا. تداخل شوقي مرة أخرى فقال «يوم السبت تفاجأت بابن عمي يبلغني أن والدي اتصل عليه وطلب منه 100 ألف دولار ليشتري بها شقة، ويرسلها له بسرعة، فاستغربت وأبلغت جعفر، وحينما اتصلنا عليهما أكدا ضرورة تأمين المبلغ سريعا لشراء شقة، ورفضا أن يتناقشوا معنا في أي موضوع آخر، حاولنا جمع المبلغ. وتدخل جعفر مرة أخرى قائلا «طلب مني والدي أن أسحب من حسابي 60 ألف ريال وجمع المبلغ بسرعة، وعند اكمال المبلغ تشاورنا مع بعض الأقارب، واتصلنا بالسفارة، وأبلغناهم بتحويل المبلغ دون أن نحوله وأعطيناهم رقم حوالة خاطئة، إن إغلاق البنوك في لبنان السبت والاحد أعطانا وقتا للتنسيق مع السفارة والتي ابلغتنا عن طريقها بأن نستمر في نفس الموال، ونقول حولنا المبلغ، وهي ستتدبر الأمر، وفي نفس اليوم اتصل عبدالله الشقاقيق أحد المختطفين، وقال أين المبلغ ما وصل فقلنا أرسلناه، وأبلغنا السفارة بذلك، وفي مساء نفس اليوم أبلغنا من السفارة بضبط اثنين من العصابة حضرا لاستلام المبلغ الموعود من البنك، وفي صبيحة اليوم التالي، تم التواصل مع المختطفين أبلغانا بأنهما بصحة جيدة وتم تحريرهما من العصابة، وهم منومان في مستشفى الجامعة الأمريكية ثم نقلا لاحقا الى مستشفى الحريري لإكمال علاجهما. وبين جعفر ابن المختطف عبد الله أن والده لديه اصابة «كسر في اليد» والمختطف الثاني لديه «كسر في الرجل»، مفيدا أنهما الآن بانتظار بعض الاجراءات للعودة للوطن. وكان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان على بن سعيد عواض العسيري قد اكد سلامة المواطنين السعوديين توفيق الشقاقيق وعبدالله الشقاقيق اللذين اختطفا في لبنان من قبل عصابة تنتمي لدولة عربية، وأنهما يتعافيان في مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت، بعد أن تم تحريرهما، وأنه يتابع وزملاؤه في السفارة علاجهما والسهر على راحتهما. وكشف قائلا: إن عصابة تنتمي لدولة عربية اختطفت المواطنين بعد خداعهما واستدراجهما، واحتجزتهما في شقة سكنية في إحدى المناطق المتاخمة لمدينة بيروت وعذبتهما جسديا لمدة ثمانية أيام وطالبت ذويهما في المملكة بمبلغ مالي كبير لإطلاق سراحهما. وأضاف «ما إن تبلغنا عن الواقعة حتى تحركت السفارة على الفور، ونسقت مع الأجهزة الأمنية اللبنانية التي أظهرت مهارة عالية في تعقب الخاطفين، مما أدى بالتالي إلى كشف الشقة التي اعتقل فيها المواطنان السعوديان وتحريرهما، وذلك بعد خطة محكمة وضعت بين الأجهزة الأمنية اللبنانية والسفارة. وردا على سؤال حول إذا ما تم اعتقال الخاطفين، أشار السفير عسيري إلى أنه تم توقيف اثنين من الخاطفين، فيما لا زال البحث مستمرا للكشف عن بقية أفراد العصابة، مؤكدا أن هناك متابعة مستمرة بين السفارة والأجهزة اللبنانية في هذا الصدد. وفيما نوه السفير بالجهود التي قامت بها الأجهزة اللبنانية دعا السعوديين الذين يزورون لبنان للسياحة أو الإقامة لعدم الثقة المفرطة بما يعرض عليهم من خدمات مماثلة، وأن عليهم السكن في الفنادق المعروفة والابتعاد عن الشقق الخاصة. وحث السفير عسيري المواطنين لمراجعة السفارة لتسجيل جوازاتهم والحرص في تنقلاتهم وعدم الاقتراب من المناطق الحدودية. محادثات قصيرة من لبنان كشفت اختطاف توفيق وعبدالله محادثات قصيرة من لبنان كشفت اختطاف توفيق وعبدالله