يتجاهل بعض سكان تهامة قحطان كثيراً من محاذير الصيد في ظل شغفهم بالقنص على طريقة «المحترفين»، فتبدأ رحلة صيدهم عادة بعد صلاة العصر، وتمتد حتى الليل حين تكون القرى هادئة، في ظل اعتمادات على مولدات كهربائية يفضل الأهالي إراحتها، مكتفين بسكون لا يقطعه سوى أصوات مركبات تقطع صمت الليل مع عقبة وادي ذهب، التي توصل قراهم بأعالي سراة عسير. ويقول يحيى القحطاني «يجتمع غالباً أفراد القبيلة بمواقع تكثر فيها (حيوانات الوبر البري) الذي تشتهر به تلك القرى، فيستطيع الصيادون المحترفون إخراج (جماعات الوبران) معتمدين على أصوات يصدرها الصيادون، يقع الوبر بعدها في مواجهة مع بندقيات الصيد، التي تنطلق برأفة حتى تكون (الغنيمة) ما بين الحياة والموت». ويؤكد أحد الأهالي أن الهدف من الصيد غالباً يكون تربية الحيوانات لإمتاع الأطفال، وليس دائماً من أجل الظفر بوجبة برية يتناولونها عن طريق الشواء أو الطبخ في البر، ولكنهم يتوقون إلى اصطياد الوبران لتربيتها في منازلهم، حتى يجد أطفالهم متعة في ذلك. وبدأت الحيوانات تكتشف خدعة أصوات الصيادين، إلا أن الأهالي غيّروا دوافعهم من الظفر بالصيد إلى ممارسة رياضة الرمي، فتعمد المجموعة إلى وضع عوائق في طريق «الوبران» بمواقع معينة، كالأحجار أو الأدوات الصلبة مثل الأعمدة وما شابهها، ومن ثم ينطلق الأهالي في تحدي رماية يراهنون من خلاله على إصابة الفريسة، وينتهي الأمر بتكفل بعض المهزومين بوجبة عشاء للفائزين.