يواجه أهالي منطقة جازان من الذين يعتمدون على الأسماك غذاء رئيسياً أو مصدر رزق خطراً حقيقياً بتعرض الحيوانات البحرية للهلاك والدمار في الآونة الأخيرة، نتيجة الظروف الطبيعية السيئة، ويخشون من انقراضها بسبب عمليات الصيد الجائر ب «القراقير» التي يقوم بها صيادون من مناطق مختلفة خلفت شباكهم الكثير من السلاحف والدلافين والسرطانات والأسماك النافقة على شواطئ جازان. وقال أحد صيادي منطقة جازان فيصل صعابي: «إذا استمرت عمليات تدمير البيئة البحرية بسبب الصيد الجائر فإن كارثة ستحل قريباً منا، ويوجد أكثر من موقع للصيد كنا نتجه إليها بفواليكنا «القوارب الصغيرة»، ولكننا فوجئنا بانعدام الأسماك في تلك المناطق إذ توجد الكثير من مقابر الأسماك». وذكر الصياد أحمد شحار أن هذه النوعية من طرق الصيد لها تركيب هندسي معين ومواصفات محددة في مناطق معينة، منها مواقع قاع البحر لصيد الروبيان، إلا أن الأعداد الكبيرة من سفن الصيد المنتشرة في رقعة ضيقة تسحب كل ما يواجهها في طريقها من الأسماك القاعية والروبيان. وأضاف أن مواد وطرق الصيد الأخرى التي تتمثل في (القراقير) بأحجامها المختلفة أثرت كثيراً في صيد الأسماك، فتواجد أعداد كثيرة منها بغرض حصول كل صياد على كمية كبيرة، ما أدى إلى هلاك العديد من الأسماك والحيوانات البحرية الأخرى، مشيراً إلى أنه أصبحت مواقع الصيد مجهولة، وصيد الأسماك المحملة بالبيض أثر في كميات الأسماك المنتجة، وتلك الطرق تؤثر في إنتاجية الأسماك التي تعتبر غذاء ومصدر رزق للكثير من أهالي المنطقة. ولفت بائع الأسماك في جازان محمد الحربي أنه في حال عدم تطبيق قرار منع الصيد الجائر في مناطق معينة فإنه سيسمح بتكاثر الأسماك ووفرتها، لأن الوضع الحالي بتواجد أعداد كبيرة من الصيادين وصيدهم الجائر سيؤدي إلى هلاك الحيوانات البحرية. من جانبه، أوضح أحد منسوبي الثروة السمكية في جازان «فضل عدم ذكر اسمه» أن المنطقة تواجه تدميراً كبيراً لهذه المادة الغذائية المهمة، يعود لسببين، الأول طبيعية كهجرة الأسماك أثناء الهواء الشديد، والآخر من فعل الإنسان باستخدام الصيد الجائر بواسطة «القراقير»، ما يؤثر في المخزون السمكي بشكل كبير.