أفادت مصادر في قطاع الناقلات وبيانات حكومية أن السعودية تستعد لمواصلة الزيادة المفاجئة في مبيعاتها النفطية للولايات المتحدة هذا العام وهو ما يذكي التكهنات كيف سيكون تعامل المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم مع العقوبات المفروضة على إيران وارتفاع الأسعار. وخلافا لتوقعات بأن تذهب الزيادة الطفيفة في إنتاج السعودية في الآونة الأخيرة إلى الأسواق الآسيوية سريعة النمو، أظهرت بيانات أولية أن الصادرات إلى الولاياتالمتحدة ارتفعت بنسبة 25 بالمائة لتبلغ أعلى مستوياتها منذ منتصف عام 2008 حين عززت المملكة العضو الرئيس في أوبك إنتاجها لدفع أسعار النفط للنزول عن مستوياتها القياسية قرب 150 دولارا للبرميل. ويبدو أن هذه الزيادة ستستمر، فقد حجزت شركة فيلا السعودية الحكومية للملاحة البحرية تسع ناقلات عملاقة على الأقل تستطيع كل منها نقل مليوني برميل من الخام لنقل شحنات من منطقة الخليج العربية إلى الخليج الأمريكي من بداية مارس آذار. وقال محللون إن هذه أكبر حجوزات من نوعها في عدة سنوات. ومن المتوقع أن تثير هذه الدلائل على ارتفاع المبيعات الذي لم تلحظه السوق بشكل كبير تكهنات بشأن ما إذا كانت مرتبطة ببناء مخزونات في مصفاة موتيفا المشروع المشترك للسعودية قبل إكمال توسعة للمشروع. ويحاول البيت الأبيض جاهدا البحث عن خيارات لخفض أسعار البنزين التي بلغت مستوى قياسيا على أسس موسمية بالتزامن مع عام الانتخابات وذلك بعد انتشار مخاوف من تعطل الإمدادات الإيرانية دفعت خام برنت القياسي إلى مستويات مرتفعة فوق 120 دولارا للبرميل. وحثت واشنطن السعودية على سد النقص المحتمل عند انخفاض الصادرات الإيرانية بدءا من يوليو تموز بسبب عقوبات أمريكية وأوروبية جديدة. وبحثت حكومة أوباما إطلاق كميات من مخزونات النفط الاستراتيجية في إطار اتفاق ثنائي مع بريطانيا. وعززت السعودية هذا الأسبوع جهودها لطمأنة الأسواق القلقة بأنها ستسد أي نقص في الإمدادات بالتزامن مع ازدياد التوتر بين إيران والغرب. وارتفع إنتاج السعودية في فبراير شباط 450 ألف برميل يوميا عن مستواه في أكتوبر تشرين الأول ليبلغ أعلى مستوياته منذ أغسطس آب. وتجري متابعة الزيادة في الإنتاج السعودي بشكل دقيق لكن اتجاه الجزء الأكبر من هذه الزيادة إلى المصافي الأمريكية سيكون مفاجأة لكثيرين. فقد انحسر الطلب الأمريكي على الخام الأجنبي هذا العام لأن ارتفاع الإنتاج المحلي والإنتاج الكندي يقلل الحاجة للواردات. وتظهر بيانات أسبوعية أولية من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن ارتفاع الإمدادات بدأ قبل عدة أشهر وفاق الارتفاع في الإمدادات إلى مستهلكين آخرين مثل الصين. فقد بلغت الواردات الأمريكية من النفط السعودية 1.5 مليون برميل يوميا في أول عشرة أسابيع من 2012 بزيادة 300 ألف برميل يوميا عن مستواها في الربع الأخير من 2011 وهي أكبر زيادة في الشحنات منذ الربع الثاني من عام 2003. وارتفعت الصادرات السعودية إلى الصين في يناير كانون الثاني 14% فقط عن مستواها قبل عام.