قالت مصادر أمنية وطبية، إن اشتباكات بين قوات أمن كردية، وأخرى شيعية من التركمان، اندلعت في وقت متأخر الليلة الماضية شمال العراق، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص على الأقل، وقطع طريق استراتيجي، يربط بين العاصمة بغداد ومدينة كركوك النفطية. وأصبح العنف في بلدة طوز خورماتو الواقعة على بُعد نحو 175 كيلو متراً شمالي العاصمة، يتكرر بصورة شبه شهرية بين جماعات مسلحة متحالفة على مضض في مواجهة تنظيم داعش، وذلك منذ طرد المتشددين من بلدات وقرى في المنطقة عام 2014. وذكرت المصادر الأمنية أن انفجاراً صغيراً وقع قبيل منتصف الليل قرب المقر المحلي لحزبين سياسيين متنافسين، ما أدى إلى وقوع اشتباكات مسلحة بين الطرفين، امتدت إلى معظم الأحياء، واستمرت حتى مساء أمس. وأطلق مقاتلون قذائف المورتر على مناطق مكتظة بالسكان، والقذائف الصاروخية، ونيران الأسلحة الآلية على مواقع الطرف الآخر، وأغلقت المتاجر، وخلت الشوارع من المارة مع تصاعد أعمدة الدخان الكثيف في سماء المنطقة، وسُمعت أصوات طلقات النيران. وأظهرت صور لم يتسنَّ التحقق منها، ونشرتها جماعة شيعية مقاتلة النيران تشتعل في دبابة على طريق رئيسي. وقالت مصادر أمنية وطبية إن 7 مقاتلين شيعة، و3 من أفراد قوات البيشمركة الكردية، بينهم قائد كبير، قُتلوا، وأصيب مدنيان أحدهما طفل. ومن المتوقع ارتفاع عدد القتلى لأن القناصة يمنعون الناس من نقل الضحايا إلى المستشفيات. ووصلت وفود رفيعة المستوى من الجانبين إلى طوز خورماتو أمس، في مسعى لحل النزاع الأخير، فيما ورد أن تعزيزات عسكرية تحتشد خارج المنطقة. ودعا رئيس الوزراء حيدر العبادي، القادة العسكريين إلى نزع فتيل الأزمة، والتركيز على جهود قتال تنظيم داعش، الذي يواجه قوات الحكومة على جبهة بطول 140 كيلو متراً في مخمور. وقال العبادي، في بيان، إنه وجَّه قائد العمليات المشتركة لاتخاذ كل الإجراءات العسكرية اللازمة للسيطرة على الموقف. وتنذر التوترات في طوز خورماتو بمزيد من تمزيق العراق المصدِّر الكبير للنفط في «أوبك»، في الوقت الذي يواجه فيه مصاعب للقضاء على خطر «داعش»، الذي يمثل أكبر تهديد أمني منذ أن أطاح الغزو الأمريكي بحكم صدام حسين عام 2003. وتسبب التنافس العرقي والطائفي في تعقيد جهود طرد المتشددين بما في ذلك النزاع على أراضٍ، تطالب الحكومة بقيادة الشيعة بالسيادة عليها، لكن الأكراد يطالبون بها ضمن منطقتهم التي تحظى بالحكم الذاتي شمال العراق.