زار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مدينة الرمادي أمس بعد يوم من انتزاع الجيش السيطرة على المدينة الواقعة بغرب البلاد من تنظيم داعش في أول نجاح كبير تحققه القوات التي دربتها الولاياتالمتحدة وانهارت أمام تقدم متشددي التنظيم قبل 18 شهراً. وقالت مصادر أمنية إن العبادي وصل إلى الرمادي في طائرة هليكوبتر بصحبة أكبر قائد عسكري في محافظة الأنبار إلى جامعة الأنبار على المشارف الجنوبية للرمادي وأنه سيلتقي بقادة الجيش وقوات مكافحة الإرهاب. وتمثل استعادة السيطرة على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار في وادي نهر الفرات غربي بغداد أهمية كبيرة للقوات التي انهارت عندما سيطر المقاتلون المتشددون على ثلث العراق في يونيو 2014. وتقول بغداد منذ شهور إنها ستثبت كفاءة قواتها عن طريق حرمان المتشددين من المكاسب التي حققوها في الأنبار وهي محافظة سنية تمتد من مشارف بغداد حتى الحدود مع سوريا. وأبطأت العبوات الناسفة التي زرعت في الشوارع والمباني الملغومة تقدم القوات العراقية المدعومة بغارات للتحالف. من جهته قال وزير المالية العراقي هوشيار زيباري إن الجيش العراقي سيحتاج إلى مساعدة المقاتلين الأكراد لاسترداد الموصل أكبر المدن الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش وأوضح أن من المتوقع أن يكون الهجوم المزمع في غاية الصعوبة. وكانت الحكومة العراقية أعلنت أن الموصل الواقعة على مسافة 400 كيلو متر إلى الشمال من بغداد هي الهدف التالي للقوات المسلحة العراقية بعد استعادة مدينة الرمادي في غرب البلاد. وقال زيباري وهو من الأكراد في مقابلة في بغداد «الموصل تحتاج إلى تخطيط جيد واستعدادات والتزام من كل الأطراف الرئيسة». وفي إشارة إلى القوات المسلحة لإقليم كردستان العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال البلاد قرب الموصل قال زيباري «البشمركة قوة رئيسة ولا يمكنك استعادة الموصل من دون البشمركة». وكان عدد سكان المدينة نحو مليوني نسمة غالبيتهم من السنة قبل سقوطها في أيدي مقاتلي التنظيم في يونيو من العام الماضي في المرحلة الأولى من اجتياح التنظيم لشمال العراق وغربه. وقال زيباري إن معركة الموصل ستكون «صعبة جداً جداً». وتابع «لن تكون عملية سهلة فقد ظلوا يقوون أنفسهم لفترة من الوقت لكنها ممكنة». وأضاف أن الجيش ربما يحتاج للاستعانة بقوى سنية محلية في أدوار معاونة وربما قوات الحشد الشعبي الشيعية وذلك في ضوء مساحة المنطقة التي تحتاج لتأمينها حول الموصل خلال الهجوم. وقوات الحشد الشعبي تحالف فضفاض من الفصائل الشيعية المسلحة التي تدعمها إيران. ومنعت قوات الحشد الشعبي من المشاركة في المعركة الدائرة منذ أسبوع لاستعادة مدينة الرمادي من أجل تجنب التوتر مع السكان السنة.