أعلن مجلس محافظة الأنبار أن المقاتلات الأميركية ستوجه ضربات إلى «داعش» خلال أيام، مؤكداً أن التنظيم بدأ يتقهقر. الى ذلك، علمت «الحياة» أن مسؤولين مقربين من رئيس الحكومة السابق نوري المالكي ما زالوا يمارسون عملهم، أبلغوا استياءهم إلى مسؤولين أميركيين من تقارب واشنطن من الأكراد والسنة وتقديم الدعم لهم والتخلي عن الجيش النظامي. وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار صالح العيساوي ل «الحياة» أمس، إن «داعش بدأ يتقهقر بشكل غير متوقع خلال اليومين الماضيين، بعد خروج العشرات من شيوخ العشائر عن الصمت ووقوفهم ضده». وأوضح أن «المناطق التي يسيطر عليها التنظيم لم تعد آمنة لعناصره، وهو يخلي الكثير من معاقله غير الرئيسة»، ولفت الى أن «تنحي المالكي عن السلطة أطلق موجة ارتياح شعبية، كما أن عدداً من الدول الإقليمية أوقفت دعم التنظيمات المسلحة». وأشار إلى أن «العشرات من شيوخ العشائر ورجال الدين سيعقدون لقاءات مهمة، بعدما اتفقوا على تكفير داعش، وتعهدوا العمل على طرده من الأنبار». وقال إن «اجتماعات مسؤولي المحافظة يعقدون اجتماعات متواصلة مع مسؤولين أميركيين لمناقشة الوضع الأمني. وتم الاتفاق على توجيه ضربات جوية إلى معاقل داعش الواقعة في مناطق غير مأهولة، خصوصاً صحراء الجزيرة، وحماية سد حديثة». وأضاف أن «المحافظة ماضية قدماً في تشكيل قوات نظامية تشبه قوات البيشمركة، ولدينا الأعداد والخبرات الكافية. ولكن الحكومة الاتحادية لا تدعمنا بالسلاح، لذلك سنتوجه الى التسلح من الولاياتالمتحدة مباشرة». وكانت «الحياة» كشفت قبل أسبوع عن اجتماعات بين مسؤولين أميركيين وقياديين محليين أكراد وسنة في الأنبار لترتيب أوضاع المحافظات السنية وإقليم كردستان أمنياً وإدارياً، وتجري الاجتماعات في معزل من الحكومة في بغداد. ومن المقرر أن يلتقي محافظ الأنبار أحمد الدليمي رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة حيدر العبادي خلال أيام ليشرح له الأوضاع الجديد في الأنبار. من جهة أخرى، قالت مصادر سياسية شيعية ل «الحياة»، إن مسؤولين في بغداد أبلغوا السفارة الأميركية استياءهم من التقارب الأميركي- الكردي- السني من دون المرور بالحكومة المركزية. وفي خطوة تؤكد تذمر الحكومة، أصدر مكتب القائد العام للقوات المسلحة، وهو مرتبط برئيس الوزراء مباشرة، بيانين انتقد فيهما الضربات الجوية الأميركية في شمال العراق. وجاء في بيان: «لوحظ خلال الأيام الماضية اختراق طائرات أجواءنا وتسليم تجهيزات عسكرية من دون موافقة الحكومة، وفيما نرحب بالموقف الدولي الداعم في حربه ضد الإرهاب نؤكد ضرورة احترام سيادة العراق». وفي بيان آخر صدر، بعد ساعات من البيان الأول، حذر مكتب القائد العام «كل الدول من استغلال الوضع الأمني في شمال العراق واختراق السيادة الوطنية وتزويد جهات محلية أسلحة وأعتدة من دون موافقتنا». وكانت الحكومتان السابقتان اللتان رأسهما المالكي ترفضان تسليح قوات «البيشمركة»، فيما قرر الاتحاد الأوربي والولاياتالمتحدة قبل أيام تسليحها مباشرة بعد وصول تنظيم «داعش» إلى أطراف إقليم كردستان. وحطت أولى شحنات الأسلحة الأميركية في مطار أربيل الأسبوع الماضي، كما أعلنت بريطانيا مشاركتها في جمع معلومات استخباراتية عن «داعش» عبر قواعدها العسكرية الموجودة في «قبرص»، فيما نفذ سلاح الجو الأميركي 14 طلعة حتى مساء أول من أمس. في نينوى، أفادت مصادر أمنية أن قوات «البيشمركة» تمكنت من تحرير قريتين قرب سد الموصل، وتتجه نحو زمار. وقال الناطق باسم قوات «البيشمركة» هلكورد حكمت لCNN، إن «المعارك تدور في الجانب الغربي من السد»، فيما قالت مصادر أمنية إن «داعش» خسر 80 في المئة من السد. وكان التنظيم رد على الهجمات التي تعرض لها شمال الموصل في مناطق السد، بهجوم واسع على قائمقامية «طوز خورماتو» في محافظة صلاح الدين، ولكن قوات «البيشمركة» التي تسيطر على المنطقة صدت الهجوم. في بغداد، أعلن الناطق باسم قيادة العمليات العميد سعد معن، القبض على الخلية الإرهابية المسؤولة عن التفجيرات الأخيرة في العاصمة. وقال خلال مؤتمر صحافي أمس إن «اللواء 95 نفذ عملية استباقية في منطقة النباعي حققت نتائج كبيرة».