أكد وزير التعليم عزام الدخيل أن برنامج الابتعاث لن يتوقف لكنه مثل أي برنامج يخضع للتطوير بعملية مستمرة قائمة على الخطط الخمسية للدولة، ولابد أن تكون هناك مواءمة بين الابتعاث والمتغيرات الطارئة، لتحقيق الاستفادة المثلى منه. مشيراً إلى أهمية تطوير التعليم الجامعي ومواكبته التسارع الكبير في التقنية ومجالاتها. جاء ذلك في كلمته لدى افتتاحه أمس المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي في دورته السادسة، الذي يقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين بمركز الرياض الدولي للمعارض حتى 18 من أبريل الجاري الذي يضم عديداً من الفعاليات من بينها 5 ندوات علمية متخصصة، وأكثر من 75 ورشة عمل، إضافة إلى عدد من المحاضرات العامة يتحدث فيها خبراء دوليون. وأشار الدخيل إلى «إننا نعيش في عالم مملوء بالتغيرات، حيث يرد إلى الذهن تساؤل مثير هو الجامعة كما نعرفها هل ستختفي من الوجود، وكيف ستكون إذا كان طالب الابتدائية قادراً على فهم التقنية وعالمها أكثر من الأستاذ الجامعي، فلابد أن تأخذ جامعة القرن الحادي والعشرين بعين الاعتبار التسارع الكبير في التقنية ومجالاتها، ويجب أن نكون مطورين لا متطورين، ويجب أن نكون سباقين لا متسابقين، ويجب أن نكون صناع تقنية لا مستهلكين لها». وأضاف: «سيظل للأستاذ الجامعي احترامه وتقديره، إلا أن عليه أن يتماشى مع الواقع، فمقاعد الدراسة وقاعات المحاضرات قد تصبح من الماضي التليد، وسيبزغ فجر علمي تقني جامعي جديد يحدد أطيافه تقنية الاتصالات المتطورة، وقد تحل الجامعة الافتراضية محل الجامعة التقليدية وتفرض نفسها بقوة، ويصبح بمقدور الطالب في المملكة أن يحضر في قاعة دراسية بأمريكا أو كندا أو الهند، كما ستتغير معايير القبول لدى الجامعات وسيحل مكانها معايير أخرى يحددها عالم افتراضي لا حدود له، فعلى جامعة القرن الحادي والعشرين أن تغير من منهجيتها بحيث تضع التقييم العام أساساً لها ومقياساً لتفوقها». ولفت الدخيل إلى أهمية العلوم الإنسانية وبالتالي لن يكون تركيز الابتعاث منصباً على تخصصات الطب والهندسة والتقنية، فكل هذا سيكون مدروساً في البرنامج، الذي انتهت الآن المرحلة الثانية منه وسيتم الانتقال إلى مرحلته الثالثة، بعد أن أصبح التعليم عملية شاملة بشقيه العام والجامعي، وسيتم دراسة الأطر الشاملة لتطوير الابتعاث بالتزامن مع تطوير التعليم بصفة شاملة، منوهاً إلى حرص الوزارة على إلحاق الدارسين على حسابهم في الجامعات بالبرنامج. وبيّن أن المؤتمر يأتي امتداداً للدورات السابقة، فالمملكة رائدة في مجال التعليم العالي، حيث استثمرت الدولة استثمارات ضخمة ليس فقط في المنشآت إنما أيضاً في العقول، فالتعليم العالي طريق للمستقبل ونحو الاقتصاد المعرفي، فالجامعات ليست فقط للتعليم ولكنها أيضاً مكان للاختراع والابتكار. بدوره، تقدم مدير جامعة كامبردج ليزيك يوريسيويكز بالدعاء بالرحمة للملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي قاد التعليم العالي في المملكة إلى آفاق أرحب، ومقدماً الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي واصل مسيرة التطوير وبث فيه طاقته. ونوه بدور المملكة الريادي في مجال التعليم العالي وإنشاء الجامعات الرجالية والنسائية، كما استعرض في كلمة مطولة امتدت أكثر من نصف ساعة تاريخ الجامعة العريق في الاكتشافات والأبحاث. وأوضح أن دفع عملية التعليم العالي في المملكة وجعلها أفضل وأكثر تحتاج إلى الاستفادة من مواهب الطلاب والطالبات وتنميتها، ولمواجهة التحديات والمتغيرات العالمية، يجب على المملكة أن لا تركز على العلوم والهندسة فقط بل أيضاً على الأبحاث في الدراسات الإنسانية، ولموجهة التحديات المتمثلة في مجال الطاقة، على المملكة أن تنمي المعرفة والتقنية وتخطط للمستقبل للبحث عن مصادر للطاقة غير النفط.