وصف وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل، المملكة العربية السعودية ب "الرائدة في مجال التعليم العالي"، وذلك من خلال انفاقها ميزانيات ضخمة ليست على مستوى المنشآت فحسب بل في العقول، مؤكداً أن التعليم العالي هو طريق المستقبل للاقتصاد المعرفي والطريق للتعليم العام، وجامعاتنا ليست فقط للتعليم ولكن للابتكار والاختراع. وجاءت إفادات الوزير خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر والمعرض الدولي للتعليم العالي في دورته السادسة، والمقام خلال الفترة من 15 – 18 إبريل الجاري برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تحت عنوان (جامعة القرن الحادي والعشرين) وبمشاركة أكثر من 450 جامعة محلية وعالمية، مبينا أن الهدف الرئيس للمعرض هو تعريف الطلاب والطالبات بالجامعات قبل أن يغادروا لبلد البعثة، مشدداً على أن يكون الابتعاث إلى جامعات مهمة عالميا في التخصصات التي تتطلبها خطط التنمية. وأضاف "في المملكة العديد من الجامعات المهمة ونسعى أن يبتعث الطالب لجامعات متطورة، والمعرض وسيلة مهمة في هذا المجال"، مؤكداً أن "الابتعاث في حالة مستمرة من التطوير، ولن يتوقف بانتهاء المرحلة الثانية، وستبدأ المرحلة الثالثة، وبرنامج الابتعاث وجد ليبقى، ولن يتوقف تركيزنا على التخصصات العلمية مثل الطب والهندسة فقط فالعلوم الإنسانية مهمة أيضا وسنركز عليها في برنامج الابتعاث لأن التعليم أصبح عملية شاملة للتعليم العام والتعليم العالي"، ثم وجه رسالة لجميع الطلبة والطالبات عبر برنامج "سناب شات" قائلا "الابتعاث لم ولن يتوقف والالتحاق سيستمر وفق الأطر التي تناسب المملكة العربية السعودية". وقال: "ابتكارات مطلع هذا القرن أبهرت العالم وأرهقته في مجاراتها"، مشيرا إلى أن النهضة العلمية والبحثية التي تحدد مسارها التقنيات الحديثة، ومستعرضاً متغيرات نوعية متسارعة تحتم مواكبتها، وأضاف "يجب أن نكون مطورين لا متطورين، وسباقين لا متسابقين، وصناع تقنية لا مستهلكين لها". ولم يستبعد وزير التعليم أن تحل الجامعة الافتراضية مكان الجامعة التقليدية فيصبح بمقدور طلاب أي دولة مزاملة طلاب دولة أخرى في أي مكان من العالم، كما توقع أن تتغير معايير القبول الحالية في الجامعات وتحل بديلة عنها معايير أخرى يحددها عالم افتراضي لا حدود له، ودعا الأستاذ الجامعي إلى أن يتماشى مع الواقع فمقاعد الدراسة وقاعات المحاضرات قد تصبح من الماضي التليد. وطالب بأن تضع جامعة القرن الحادي والعشرين التعليم العام أساساً لمنهجيتها ومقياسا لتفوقها، معتبرا أن نجاحها ليس مقروناً بنجاح أساتذتها وإنما بمسؤوليتها تجاه المدرسة والمجتمع، خاتماً بقوله (لتكن الجامعة مدرسة للمعلمين ولتكن المدرسة ينبوعاً للمبتكرين وليبزغ نور البحث العلمي من المرحلة الابتدائية، وليرتق الابتكار في المرحلة الثانوية، وتنمى الواهب والإبداع في المرحلة الجامعية). من جانبه، ألقى السير ليزيك بوريزويكس مدير جامعة كمبردج الكلمة الرئيسة للمؤتمر، وفيها أشاد برؤية الملك عبدالله -رحمه الله- في الاهتمام بالتعليم العالي وإنفاق المملكة الكبير على هذا المجال، وهو ما كان من نتائجه مؤسسات علمية كبيرة منها جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وأشار الأكاديمي البريطاني في هذا السياق إلى أن الملك سلمان -حفظه الله- استمر في تعزيز هذه الرؤية وتطبيق أهدافها. وعلى صعيد الاستثمار المعرفي، تناول مدير جامعة كامبردج بعض التجارب العلمية والبحثية التي تحولت إلى شركات تم شراء آخرها في العام 2006م بمبلغ يتجاوز البليون دولار أمريكي، وأكد أن بعض الجامعات العالمية التي وجدت في مناطق بسيطة استطاعت أن تحول هذه المناطق إلى مدن مهمة ذات اقتصاديات قوية. وقد شهد المؤتمر في يومه الأول ندوتين تحدث فيهما عدد من خبراء التعليم العالي في العالم، حيث كانت الأولى بعنوان (أكاديميا القرن الحادي والعشرين: مقاييس النجاح)، فيما جاءت الثانية بعنوان(التهيئة للتحديات الجديدة) وذلك ضمن برنامج مصاحب يشمل 5 ندوات علمية متخصصة، بالإضافة إلى أكثر من 75 ورشة عمل تتناول مختلف اهتمامات وتطبيقات التعليم العالي على المستويين المحلي والعالمي.