أكمل تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» أمس حصاره لمدينة كوباني الكردية في سوريا التي تقع قرب الحدود مع تركيا بعد أن سيطروا على أكثر من 60 قرية في هجوم شامل على المنطقة تلا انسحاب مقاتلي تنظيم حزب العمال الكردستاني الجناح السوري أمامهم. وفي حال أكمل التنظيم سيطرته على عين العرب (كوباني)، يعني أن معظم الحدود السورية التركية باتت تحت سيطرته. وقال رئيس تحرير جريدة كلنا سوريون المعارض بسام يوسف ل «الشرق»: إن ما يجري في الشمال السوري وتقدم «داعش» في ريف حلب الشمالي جاء نتيجة صفقات مالية تقدر بملايين الدولارات تتم بين تنظيم حزب العمال الكردستاني «PKK» و«داعش» بتنسيق مع نظام الأسد، وأضاف اليوسف أن عديداً من الصفقات تمت بين الطرفين أخلى بموجبها حزب ال «PKK» مناطق لصالح تنظيم «داعش»، وأشار إلى أن مقاتلي الكردستاني ينتقلون إلى مناطق عفرين والقامشلي ذات الغالبية الكردية، وأكد يوسف أن مقاتلي حزب العمال الكردستاني انسحبوا من كامل منطقة كوباني وقراها قبل تقدم مقاتلي تنظيم «داعش»، وأنه لم تجر أية معارك بين الطرفين، وأوضح يوسف أن من يدافع عن مدينة كوباني الآن هم أبناء المدينة ومتطوعيون من مناطق أخرى، وأشار إلى أن كلا التنظيمين «داعش» و «PKK» يعملان بالتنسيق مع نظام الأسد ووفق أجندة خاصة، وقال يوسف إن تهجير عشرات الآلاف من الأكراد السوريين إلى تركيا سيزيد من أزمة حكومة أردوغان ويفاقم مشكلاته الداخلية خاصة بعد وجود أكثر من مليون سوري ضمن الأراضي التركية. وذكر ناشطون أن المعارك مستمرة بين مقاتلي تنظيم «داعش» والمقاتلين الأكراد الذين يدافعون عن مدينة (كوباني) عين العرب. وأكد الناشطون أن مدينة عين العرب باتت شبه فارغة من السكان، وأن عناصر «داعش» أعدموا عشرات المدنيين الأكراد لإثارة الرعب في صفوفهم وإجبارهم على الرحيل، وأن عمليات سلب ونهب تجري من قبل مسلحي «داعش» في المناطق التي يسيطرون عليها. وفتح الجنود الأتراك الأسلاك الشائكة الفاصلة بين البلدين في عدة نقاط لتسهيل عبور اللاجئين القادمين من عين العرب. يذكر أن مفوضية الأممالمتحدة لشؤو ن اللاجئين قالت إن أكثر من 70 ألف لاجئ كردي سوري فروا من المنطقة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية منذ يوم الجمعة.