سيطر تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» أمس الخميس على أكثر من 20 قرية كردية في محيط مدينة عين العرب «كوباني» في شمال سوريا، بعد هجوم مكثف شنه على المنطقة يخوض خلاله معارك ضارية مع مقاتلي وحدات الشعب الكردية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. بدوره، دعا حزب العمال الكردستاني أكراد تركيا إلى الانضمام للقتال ضد التنظيم في شمال سوريا. وفي حال تمكن التنظيم المتطرف من السيطرة على كوباني الحدودية مع تركيا، سيتوسع في المنطقة الحدودية التي يسيطر عليها في شمال سوريا وشرقها، وسيصبح خطره داهماً على المناطق الكردية في شمال شرق البلاد التي يحاول الأكراد منذ بدء النزاع السوري قبل أكثر من 3 سنوات التفرد بإدارتها. وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، إن «تنظيم الدولة الإسلامية سيطر خلال الساعات ال 24 الماضية على 21 قرية يقطنها مواطنون كرد في الريفين الغربي والشرقي لمدينة عين العرب على إثر هجوم عنيف استخدم فيه الدبابات والمدفعية». وأشار إلى أن آلاف الأكراد يدافعون عن المنطقة وأن مدينة كوباني باتت محاصرة بشكل كامل تقريباً وأن «المنفذ الوحيد لها هو الأراضي التركية». وأوضح الناشط جان علي الموجود في كوباني أن «عشرات القرى سقطت في أيدي داعش، بينما تم إخلاء قرى أخرى» قبل وصول التنظيم. وذكر أن أنقرة تمنع الناس الذين يحاولون الفرار من العبور إلى تركيا. وأضاف الناشط «إذا لم يحصل شيء، من المرجح أن تدخل الدولة الإسلامية إلى كوباني حيث بدأت تلوح بوادر أزمة إنسانية، لأن التنظيم قطع الماء والكهرباء عن المدينة، والمواد الغذائية لا تدخل أيضاً». وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية حذر في بيانٍ أصدره أمس من «مخاطر وقوع مجازر محتملة في حق المدنيين»، داعياً «المجتمع الدولي إلى اتخاذ تدابير عاجلة لحماية المدنيين جراء هذا التقدم السريع للتنظيم قبل فوات الأوان». ودارت معارك عنيفة بين مقاتلي وحدات الشعب الكردية وتنظيم «داعش» على مسافات قريبة في مناطق عدة في محيط كوباني، بحسب المرصد الذي أفاد بوقوع خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين والمتقاتلين. وتشهد المنطقة حالات نزوح إلى قرى ومناطق قريبة. وتعتبر كوباني المدينة الكردية الثالثة في سوريا بعد القامشلي «شمال شرق» وعفرين «حلب». ومن شأن السيطرة عليها أن تؤمن لتنظيم «داعش» تواصلاً جغرافياً على جزء كبير من الحدود السورية التركية، وأن تعطيه دفعاً في اتجاه مناطق أخرى مثل محافظة الحسكة. وفي يوليو الماضي، تمكن الأكراد من صد هجوم واسع للتنظيم على المنطقة، إلا أن رامي عبدالرحمن يقول إن الهجوم الحالي أكثر عنفاً. وفي العراق المجاور، استولى تنظيم «داعش» لدى بدء هجومه في شمال وغرب البلاد في يونيو الماضي على مناطق كردية واسعة، لكنَّ مقاتلي البشمركة الأكراد شنوا أخيراً هجوماً مضاداً وتمكنوا من استعادة جزء كبير منها مدعومين بضربات جوية أمريكية.