منعت عائلات تسعة لبنانيين شيعة مخطوفين منذ نحو عام في سوريا، عمالا سوريين من الوصول الى اشغالهم قرب بيروت امس، وذلك للضغط من اجل الافراج عن ذويهم. واعترض عشرات الرجال والنساء سبيل السيارات التي تنقل هؤلاء العمال على تقاطع مؤد الى منطقة صناعية على اطراف الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي تعد معقلا لحزب الله الحليف لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. ووقف الرجال غير المسلحين على ناصية الطريق، طالبين من العمال السوريين العودة ادراجهم بعد التدقيق في هوياتهم، مؤكدين ان الخطوة هي للفت الانظار الى قضيتهم. كما عمد المحتجون الى انزال تلامذة لبنانيين من حافلة صغيرة، طالبين من سائقها السوري العودة ادراجه. وقالت عناية زغيب، وهي ابنة احد الرجال المخطوفين، "نعرف ان ما نقوم حرام، لكننا جميعا وصلنا الى درجة من اليأس". واضافت منى ترمس زوجة المخطوف علي ترمس، "لا ضغينة شخصية ضد السوريين الذين يعيشون بيننا منذ 30 عاما". اضافت "طالما ان اقاربنا محتجزون في سوريا، لن نسمح لهم (للسوريين) بتحصيل لقمة عيشهم". وتابعت "زوجي كان يدير متجرا استهلاكيا، والآن اضطرت ابنتانا لترك الجامعة لتوفير معيشة العائلة. لماذا يفعلون هذا بنا؟". وكانت مجموعة من اللبنانيين الشيعة تعرضت للخطف في محافظة حلب في شمال سوريا في 22 أيار/مايو الماضي، في طريق عودتها من زيارة في ايران. واطلقت النساء على الفور، بينما افرج الخاطفون عن رجلين في وقت لاحق، في حين بقي تسعة قيد الاحتجاز. وتبنت الخطف مجموعة يتزعمها رجل يطلق على نفسه اسم "ابو ابراهيم"، وتقول انها على ارتباط بالجيش السوري الحر الذي يشكل مظلة لعدد كبير من المقاتلين المعارضين للنظام السوري. لكن الجيش الحر نفى اي علاقة له بالخطف. ويعمل الآلاف من السوريين في لبنان منذ عقود، حيث يتقاضون اجورا ذات قيمة شرائية اعلى من تلك التي ينالونها في سوريا. ويستخدم العديد من ارباب العمل اللبنانيين عمالا سوريين بسبب تدني الاجور التي يتقاضونها مقارنة مع اليد العاملة اللبنانية.وتزايد عدد السوريين في لبنان منذ بدء النزاع في البلد المجاور منذ عام. وتشير ارقام الاممالمتحدة الى ان اكثر من 400 سوري نزحوا الى لبنان بسبب الازمة المستمرة منذ منتصف آذار/مارس 2011.