أدى قرار مجلس الوزراء المتضمن إيقاف شراء القمح المنتج محليا في مدة أقصاها ثماني سنوات بمعدل سنوي 12.5 في المائة، والذي صدر بتاريخ 9/11/1428ه إلى هروب الكثير من المزارعين من هذا المجال الهام، والاتجاه إلى زراعة الأعلاف والتي تستهلك حسب راي المزارعين نحو 8 اضعاف ما تستهلكه زراعة القمح من المياه مما أدى إلى استنزاف الكثير من المياه بشكل كبير. فمحصول القمح تتم زراعته في فصل الشتاء ويتم حصاده بعد 4 شهور، وتستخدم مخلفاته في أعلاف الكثير من الماشية، وسعره المنخفض البالغ 1000 ريال للطن غير مجد، فبعد ادخاله للصوامع يخصم منه زكاة وشوائب والنقل وهذا يكلف المزارع 150 ريالا، ويبقى للمزارع فقط 850 ريالا للطن، وبالتالي لا يوجد جدوى من زراعته خصوصا وان سعر القمح عالميا يقارب 3500 للطن. وفي جولة ل «الرياض» في ساجر والقصيم وحائل والجوف لاستطلاع رأي المزارعين قال عبدالله العتيبي من ساجر بأنه يقوم بزراعة القمح منذ أكثر من 25 عاما ونقوم بالزراعة في فصل الشتاء وبعد 4 شهور نقوم بالحصاد ومن ثم إطفاء المعدات لمدة تصل إلى 7 شهور، ونستفيد من القمح ومن مخلفاته حيث كان سعره بريالين للكيلو والأسمدة أسعارها معقولة ومناسبة، ونحقق ارباحا معقولة، إما في هذا العام فقد خسرت لان أسعار الأسمدة مرتفعة جدا وسعر كيلو القمح بريال، وسوف أتوقف عن زراعته لعدم جدواه اقتصاديا. وقال سليمان اليوسف من منطقة القصيم في هذا العام لم أتمكن من زراعة القمح بسبب ارتفاع الأسمدة وضعف سعر الكيلو، كنا في السابق نستفيد لان سعر كيلو القمح ريالين والأسمدة رخيصة ومخلفات القمح نبيعها كأعلاف لمربي الماشية بأسعار معقولة لا تتعدى 2 ريال للبلكة الواحدة، والكل مستفيد، وقد اتجهت لزراعة الأعلاف لكي لا تتوقف المعدات ولكي نستفيد، وهي تستهلك مياه بكميات كبيرة خصوصا وقت الصيف، ونقوم بتشغيل المعدات اكثر من 20 ساعة باليوم وعلى مدار العام، وقد أنزلنا عدة مواسير في البئر من اجل جلب المياه التي استنزفت كثيرا ولكن ماذا نفعل فالزراعة ورثناها ابا عن جد وهي دخلنا الوحيد وحتى عندما تراجع سعر القمح بريال ونصف كنا نستفيد اما الان فلا فائدة. المزارع خالد الشمري من منطقة حائل فيقول بأننا نعاني من السعر المتدني للقمح ومن الأسعار العالية للأسمدة ومن قرار إيقاف زراعة القمح، ويضيف الشمري بأنه يقوم بزارعة القمح منذ أكثر من 30 سنة والأعلاف تستهلك اضعاف ما يستهلكه القمح خصوصا وقت الصيف وقد أحسسنا نحن المزارعين بنقص المياه هذه السنة بسبب تحول اغلب المزارعين إلى زراعة الأعلاف، واعرف العديد من المزارعين الذين اشتكوا هذه السنة من نقص المياه، وقاموا بإنزال العديد من المواسير بداخل ابارهم من اجل اللحاق بالمياه. سويلم الشراري من طبرجل يقول تحملت ديونا كثيرة من البنك الزراعي وعجزت عن السداد لعدم زراعة القمح في هذا الموسم وفي الموسم الماضي بسبب تدني سعر القمح لدى الصوامع، وارتفاع تكاليف الإنتاج حيث كنا نقوم بالسابق بإدخال محصول القمح لدى الصوامع وتقوم الصوامع بخصم مستحقات البنك ونستفيد من الباقي ونستفيد من مخلفات القمح كأعلاف لمواشينا، وبعد انتهى موسم القمح نقوم بإطفاء معداتنا الزراعية لأكثر من 7 أشهر. وقال عايض المطيري احد مزارعي طبرجل بان بلكة البرسيم الواحدة تكلف أكثر من 20 الف لتر من المياه، وهذا فيه هدر كبير للمياه فيجب إعادة النظر في قرار توقف زراعة القمح، وإعادة النظر في سعر شرائه من المزارعين حيث إن سعر ريالين للكيلو مجد للمزارعين خصوصا وان أسعار الأسمدة مرتفعة جدا وثبات سعر صوامع الغلال بريال للكيلو مخسر جدا للمزارعين.