امتنع نحو 70%من مزارعي محافظة قرية العليا التي تعتبر ثاني أكبر مورد للقمح والأعلاف في المملكة لتمتعها بوفرة المياه الجوفية وخصوبة اراضيها، عن زراعة القمح واكتفوا بزراعة الذرة والبرسيم والشعير والأعلاف، بسبب انخفاض السعر لدى صوامع الغلال، وغلاء المواد وعدم اهتمام وزارة الزراعة بهم. "الرياض" رصدت أهم مطالب المزارعين ومشكلاتهم بعد أن بدأت الشهر الجاري 3600 مزرعة حصاد القمح والذرة والشعير والبرسيم وغيرها من المحاصيل بعد أن توقفت عدة أيام بسبب سوء الأحوال الجوية وهبوب الرياح الشديدة والأمطار. عزوف المزارعين في البداية أكد خالد الأصقه الدويش "صاحب 3 مزارع " انحدار مستوى الزراعة بالمحافظة بشكل سنوي بسبب غلاء الأسمدة الكيميائية مما تسبب في عزوف الكثير من المزراعين كل عام عن زراعة القمح، مشيراً إلى أن محصول السنة الحالية لا يتجاوز 10 آلاف طن بعد أن كان في السابق يتجاوز 60 الف طن، بنسبة انخفاض تصل إلى 85%. غلاء المبيدات والنقل وانخفاض الأسعار وراء تدني زراعته وتوقع الدويش أن تبلغ نسبة زراعة القمح من إجمالي المزارع في قرية العليا 30% بينما الشعير 70%، موضحاً أن الخسائر تتجاوز 100% حيث بلغت تكلفة حصاد البرج الواحد 1000 ريال بعد أن كانت العام الماضي 700 ريال، رغم أن المحافظة من المناطق الزراعية التي تتوفر فيها المياه بكمية كبيرة. وطالب الدويش دعم وزارة الزراعة لمكتبها بالمحافظة بكوادر فنية ومعدات وآلات للمزارعين ومبيدات حشرية، وإرشاد المزارعين للتقنيات الحديثة وطرق الري وتسهيل مهامهم لدى البنك الزراعي ليتمكنوا من إنهاء إجراءاتهم بما يخدم المصلحة الزراعية وتبسيط الطلبات وإنهائها خلال أيام بدلاً من أسابيع وإيجاد حلول لأعطال الآبار الإرتوازية وإعطاء المزارعين التراخيص المطلوبة وتشكيل لجان للوقوف على احتياجهم في المواسم الزراعية. المزارعون يفتقدون الإرشاد والتقنية الحديثة في الري منطقة منسية أكد المزارع مطلق الدويش أن مزارعي القمح يعيشون أزمة في الوقت الراهن مع صوامع الغلال بسبب رخص الكيلو الذي لا يتجاوز ريالا واحدا، موضحاً أن القمح لم يعد يجدي نفعاً مما دفع الكثير إلى زراعة الشعير الذي يستهلك الكثير من الماء بعكس القمح. واضاف أن حجة وزارة الزراعة في عدم دعم القمح بسبب استهلاك المياه غير صحيحة حيث تكون زراعته في الشتاء الذي يمثل فترة هطول الأمطار ومن ثم توقف مكائن ضخ المياه لأيام كثيرة، بعكس الأعلاف التي يضخ لها الماء بكثرة وبكميات كبيرة. ارتفاع تكاليف النقل لعدم وجود فرع ل «صوامع الغلال» وقال الدويش: قرية العليا تحتاج إلى الدعم المادي واللوجستي من " الزراعة " حيث يوجد فيها قرابة 40 الف نخلة و7 الاف رشاش محوري، مشيراً إلى أن المسئولين في الوزارة لم يقفوا يوماً على هذه الثروة منذ عشرات السنوات باستثناء مدير فرع المياه بالمنطقة الشرقية الذي حل العديد من المشكلات لدى المزارعين. خالد الدويش تكلفة عالية وطالب المزارع عقاب الشتيلي بتخفيض سعر الأسمدة والكيماويات حيث ان سعر المركب 140 ريالا ل 50 كيلوغراما وسعر اليوريا 85 ريالا ل 50 كيلوغراما وأسعار البذور تتراوح بين 80 و 100 ريال للكيس الواحد، ونأمل من وزارة الزراعة تأمين مبيدات للأعشاب غير النافعة ومبيدات حشرية بسبب غلاء سعرها في المحلات التجارية، وافتتاح فرع لصوامع الغلال في المحافظة، حيث يبعد الفرع الحالي 400 كيلو وتصل تكلفة النقل 2000 ريال لكل 25 طنا. وبين المزارع ظاهر الحسيني أن مصروفات الزراعة تتجاوز 500 الف ريال، ولا تحقق فوائد ربحية تذكر، لكن ننتظر تحسين الأوضاع، فيما طالب المزارعون بشير الشمري وعوض الحربي ومسلط المطيري بتوصيل الكهرباء للمزارع وتزويد فرع الوزارة بالكوادر المؤهلة لدعم العملية الزراعية وتسهيل إجراءات المزارعين والدعم المادي واللوجستي. مطلق الدويش أما محمد الفجري فأكد عدم قدرته على سداد القروض لرخص أسعار صوامع الغلال وغلاء معدات الحصاد. من جانبه، قال مدير صندوق التنمية الزراعية في المحافظة المهندس رضا احمد القصير: قرار إيقاف زراعة القمح بهدف الحفاظ على المياه أدى إلى توجه الكثير من المزارعين إلى زراعة الاعلاف رغم أن الأعلاف تستهلك الكثير من الماء بعكس القمح. عقاب الشتيلي ظاهر الحسيني م. رضا القصير