كشف عدد من مزارعي القمح بمحافظة قرية العليا عزوف الكثيرين عن زراعة هذا المحصول الاستراتيجي بسبب تجاهل وزارة الزراعة لاحتياجاتهم وعدم دعمهم، مشيرين الى أن انتاج المحافظة من القمح يعادل نصف احتياجات المملكة سنوياً عندما كان عدد المزارع نحو 3 آلاف مزرعة تنتج سنوياً أكثر من 250 ألف طن. وتعتمد محافظة قرية العليا اقتصادياً على القطاع الزراعي وهو قطاع يمثل العمود الفقري في المحافظة وقد أولت الحكومة اهتماماً شديداً بالزراعة لتوفير الغذاء للمواطن لتقليل الاستيراد وخاصة القمح الغذاء الرئيس للإنسان وقدمت الكثير من الدعم للمزارعين بتوفير التكلفة الزراعية والقروض والخدمات عن طريق وزارة الزراعة والبنك الزراعي، إلا أن تراجع دور هذه الجهات أوجد فجوة في احتياجات المزارعين الذين اتجهوا لزراعة الشعير والبرسيم لتقليل تكاليف الانتاج. وأكد المزارع مطلق بن حاكم بن شقير أن مزارعي القمح يعيشون أزمة في الوقت الراهن مع صوامع الغلال بسبب رخص الكيلو الذي لا يتجاوز ريالا واحدا، موضحاً أن القمح لم يعد يجدي نفعاً مما دفع الكثيرين إلى زراعة الشعير الذي يستهلك الكثير من الماء بعكس القمح، وكذلك انحدار مستوى الزراعة بالمحافظة بشكل سنوي بسبب غلاء الأسمدة الكيميائية مما تسبب في عزوف الكثير من المزارعين كل عام عن زراعة القمح. وأشار بن شقير إلى أن محصول السنة الحالية لا يتجاوز 10 آلاف طن بعد أن كان في السابق يتجاوز مائة ألف طن، بنسبة انخفاض تصل إلى 90 بالمائة بسبب انخفاض السعر لدى صوامع الغلال، وغلاء المواد وعدم اهتمام وزارة الزراعة بهم، وقال إن زراعة القمح أزمة لم نتجاوزها حتى الآن مع العلم أن زراعته تكون بالشتاء حيث يتوقف الماء عن المحصول بسبب الأمطار، كما تتوقف ماكينات ضخ الماء لأيام كثيرة بعكس الأعلاف التي يضخ لها الماء بكميات كبيرة، في الوقت الذي تعلل فيه وزارة الزراعة عدم دعم زراعة القمح باستهلاك الماء إذن السؤال أيهم أكثر استهلاك للماء القمح أم البرسيم؟ وأضاف «رغم أن قرية العليا تعد البلد الثاني على مستوى المملكة في انتاج القمح إلا أنها لم تحظ بإشراف وزير الزراعة منذ أن عرفنا الوزارة ولا حتى مدير عام الزراعة أو وكيل الوزارة، والذي أذكره زيارة واحدة فقط لمدير عام المياه حل حينها الكثير من المشاكل لدى المزارعين وبعدها لم نره قط». ويوافقه المزارع ظاهر بن فراج الفاضل الحسيني بقوله «زراعة القمح لا تجدي نفعا للمزارع حيث إن مصاريف زراعته كثيرة وخسارة على المزارع، وعسى أن تتحسن ويدعم القمح من قبل وزارة الزراعة فسوف يكون هناك إنتاج هائل منه، ولكن توجه أكثر المزارعين اليوم إلى زراعة الشعير والبرسيم والأعلاف الخضراء، والمحافظة منسية من قبل الإعلام ولو كان هناك إعلام مرئي فسوف يكون له صدى واسع وتفعيل أكبر من قبل المسئولين». ودعا المزارع عقاب حمود الشتيلي الى تخفيض سعر الأسمدة والكيماويات حيث ان سعر المركب (140 ريالا) ل 50 كيلو وسعر اليوريا (85 ريالا) ل 50 كيلو وأسعار البذور تتراوح بين (80 ريالا إلى 100 ريال) للكيس الواحد، مضيفا «لأهمية وضرورة هذا الأمر نأمل أن تتوافر لنا صوامع غلال بمحافظة قرية العليا كون أقرب صوامع للغلال في مدينة الرياض بمسافة 400 كيلو رغم أن تكلفة نقل الطن الواحد من المزرعة للصوامع مكلفة حداً حيث يتم نقل (25 طنا) ب 2000 ريال لا نستطيع سداد القروض لرخص الأسعار لدى الصوامع والغلال ولغلاء سعر معدات الحصاد (الحصادة – لبانة – بذارة – حراثة) بمئات الآلاف». من جهته، قال مدير صندوق التنمية الزراعية بمحافظة قرية العليا المهندس رضا احمد القصير «نحن جهة تحويلية فقط يتم قرض المزارع من الألف إلى المليون على حسب احتياج المزرعة وتم إعفاء المقترضين المتوفين بأمرٍ من خادم الحرمين الشريفين، وهنالك قرار صادر بإيقاف زراعة القمح والسبب الحفاظ على المياه مما أدى إلى توجه الكثير من المزارعين إلى زراعة الأعلاف علماً بأن الأعلاف تستهلك الكثير من الماء بعكس القمح».