طالب مزارعو القمح المحليين وزارة الزراعة برفع قيمة الشراء بدل السعر الحالي الذي لا يتواكب مع مصروفاتهم، والتوجه نحو ايقاف زراعة الاعلاف الحيوانية التي تستنزف كميات كبيرة من المياه، مؤكدين أن موسم القمح لا يتجاوز 4 أشهر في السنة بالاضافة الى ان سقياه لا تكون يومية خلاف البرسيم الذي يحتاج للمياه بصورة يومية مما يؤي الى استنزاف كميات كبيرة. ويرى المزارع منصور بن مبارك ال براك ان معاناتهم بعدم زيادة سعر الشراء، سيجبر كثير من المزارعين إلى الاتجاه نحو زراعة البطاطس أو الأعلاف أو البصل وهي تستهلك مياه اكثر من القمح. ويضيف ان القمح لم يعد مشجعا للمزارع الصغير بهذه الاسعار، مؤكدا ان زراعة البرسيم التي تستنزف مياه كثيرة تجعل السيولة متوفرة للوفاء بمصروفاته تجاه المؤسسات والمحلات الزراعية، متوقعا توقف اكثر المزارعين الصغار الموسم المقبل اذا استمرت اسعار القمح على هذا المستوى.ويشير المستثمر مبارك بن محمد الحابي الى ان مزارعي القمح الجدد لهذا العام لا تتجاوز نسبتهم 10% من اجمالي المزارعين الذين يقومون بزراعة القمح سنويا, مضيفا أن ارتفاع مصروفات الزراعة يجعل المزارعين عرضة لخسائر كبيرة، مطالبا «صوامع الغلال» باعادة تقييم الشراء، حيث ان تكلفة كيلو القمح حتى وصوله مخازن الصوامع ارتفع الى ما يقارب 1.30 ريال ويتم شراؤه بأقل من التكلفة. ويؤكد المزارع عبدالله بن ماجد الروية أن مصروفات القمح قفزت الى مستويات مرتفعة بسبب تكلفة المعدات والمواسير للسقيا وكذالك الارتفاعات المتتالية للأسمدة والمبيدات، لذا يأمل ان يعاد النظر في السعر الحالي لايجاد سعر عادل للشراء لان الاوضاع الحالية تشكل خطرا كبيرا على صغار المزارعين مما يضطرهم الى الاستدانة من البنوك من اجل توفير السيولة قبل بداية الموسم تحسبا لأي زيادات سعرية او مشاكل فنية. ويضيف المزارع شايع بن سالم ال شايع ان مستأجري المزارع سوف يهجرونها بعد موسم هذا العام بسبب الغلاء الكبير في المواد المساندة من البذور والكيماويات والمكائن, كما أن المزارعين الذين يستأجرون مزارع بغرض الاستثمار سيختفون تماما لأن الربح القليل يذهب في ايجارات ومواد كيماوية وصيانة. ويرى المزارع فهاد بن طامي الدوسري أن يكون هناك مراقبة لأسعار الأسمدة والمبيدات والمعدات الزراعية اذا لم تتم السيطرة على ارتفاعاتها السنوية من قبل موردي المعدات الزراعية حيث سيقضي جشع التجار على زراعة القمح وغيرها من المزروعات خصوصا أنها لم تعد مجدية في ظل بقاء سعر شراء القمح عند ريال واحد للكيلو. ويضيف المزارع منصور بن ماجد ال روية أن عدم دعم شراء القمح سيخلق مشاكل أمام خطط الدولة الرامية الى الحد من الهجرة السكانية الى المدن.