تكرر التراشق بين الرئيس الفرنسي المحافظ نيكولا ساركوزي ومنافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند خلال المناظرة التلفزيونية الوحيدة التي جمعت بينهما لكن الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته لم يستطع تسديد ضربة قاضية تهز منافسه المتقدم عليه في استطلاعات الرأي قبل جولة الإعادة التي ستجري يوم الأحد المقبل. وبدا هولاند المتقدم في استطلاعات الرأي هادئا وثابتا خلال المناظرة التي استغرقت قرابة ثلاث ساعات امس الأربعاء في حين أن ساركوزي الذي يسعى جاهدا للحاق بمنافسه بدا مرتبكا ومتوترا اكثر من مرة. وقال معلقون سياسيون إن المواجهة لن تغير من الأمر شيئا بل ستعزز على الأرجح رأي الناخبين في المرشحين اللذين يخوضان منافسة احتل فيها الأسلوب والشخصية أهمية تضاهي أهمية المحتوى. وكان هولاند (57 عاما) واثقا من نفسه ومسترخيا في بدايات المناظرة قائلا إنه يريد أن يكون "رئيس العدالة و"رئيس النهضة" و"رئيس الوحدة". وأضاف أن ساركوزي (57 عاما) والذي يحكم فرنسا منذ عام 2007 أحدث انقساما بين الشعب الفرنسي لفترة طويلة جدا واستغل الأزمة الاقتصادية العالمية كعذر لوعود لم ينفذها. وقال هولاند موجها كلامه لساركوزي في المناظرة "بالنسبة لك الأمر بسيط جدا فانت لا تكون مسؤولا عن الخطأ قط". أما ساركوزي الذي يقاتل من أجل مصيره السياسي فاتهم منافسه مرارا بالكذب بشأن الأرقام الاقتصادية وردد الكثير من الإحصائيات في محاولة لأن يختل توازن منافسه. وحين قال منافسه إن الرئيس راض دوما عن سجله رد ساركوزي متسائلا "سيد هولاند حين تكذب بلا حياء فهل علي أن أقبل هذا؟". وتبارز الرئيس المحافظ ومنافسه المنتمي لوسط اليسار من على بعد طوال أشهر ووجه ساركوزي الاتهام لهولاند بالافتقار للكفاءة والكذب فيما وصف هولاند الرئيس المنتهية ولايته بأنه "رئيس فاشل" و"كائن بغيض". وتم بث مناظرة امس على الهواء مباشرة على قنوات يشاهدها نحو نصف الناخبين الفرنسيين البالغ عددهم 44.5 مليون.