باريس - أ ف ب – قبل عشرة أيام من الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في السادس من أيار (مايو)، تواجه المرشحان نيكولا ساركوزي وفرنسوا هولاند في مقابلتين تلفزيونيتين منفصلتين أمس، عرضتا لنقاط الاختلاف في شخصيتيهما واستراتيجيتيهما في محاولة لجذب ناخبي اليمين المتطرف والوسط، فيما ستجمعهما مناظرة تلفزيونية مباشرة في الثاني من أيار. وتوجّه المرشح الاشتراكي إلى الفرنسيين بالقول: «نحتاج بعد خمس سنوات من رئاسة ساركوزي إلى العودة للحياة العادية والبساطة والترابط». وأكد انه سيقنع ناخبي الجبهة الوطنية (يمين متطرف) بمشروعه في مواجهة «غضبهم الاجتماعي»، متهماً ساركوزي بارتكاب «انتهاك» عبر سعيه إلى الحصول على أصوات اليمين المتطرف. ووصفه بأنه «كاذب» بعدما زعم ساركوزي أن منافسه «نال دعم 700 مسجد والداعية الإسلامي السويسري المصري الأصل طارق رمضان، ووعد بتنظيم أوضاع كل الأجانب المقيمين ما يخالف القانون». واعتبر هولاند أن «الالتباس والكذب يكشفان خرق ساركوزي»، فيما ردّ رمضان بأنه لم يدعَ أبداً إلى التصويت لمصلحة هولاند، وقال: «لست فرنسياً، ولا أعطي توصيات للتصويت، بل اكتفيت بدعوة الفرنسيين مسلمين كانوا أو غير مسلمين إلى الانتخاب وفق ضمائرهم، والنظر إلى الحصيلة السياسية لساركوزي التي تعتبر سيئة جداً». كذلك، دان فريق هولاند تصريحات أدلى بها ليونيل لوكا، النائب عن حزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية»، واستخدامه كلمة «روتويلر» (أحد أنواع الكلاب) للحديث عن فاليري تريرويلر، صديقة المرشح الاشتراكي. وأظهر ذلك التفاف حزب «ساركوزي حوله، على رغم تحفظات عن استراتيجيته. وقال رئيس الوزراء السابق جان بيار رافاران الذي يمثل التيار «الإنساني» في الحزب: «الرئيس المنتهية ولايته الأفضل لحكم البلاد، وهو المال العام، فيما سيفاقم هولاند العجز». في المقابل، ركز ساركوزي الذي حلّ ثانياً في الجولة الأولى للاقتراع بنسبة 27,18 في المئة من الأصوات في مقابل 28,63 في المئة لهولاند، الجزء الأساسي من حملته على مواضيع تندرج في صلب قضايا الجبهة الوطنية، مثل الهجرة والدفاع عن «حدود» فرنسا وإدانة «النخب». واعتبر ساركوزي أن الفرنسيين الذين صوتوا لمارين لوبن (17,9 في المئة) في الجولة الأولى «ليسوا عنصريين، بل أرادوا القول إنه لم يمكن أن يستمر الوضع أكثر من ذلك، ولا نحتمل الطريقة التي يتغير فيها العالم منذ 30 سنة. نريد الاحتفاط بأسلوب حياتنا وحدودنا والأمة». كما أكد أنه لم يسمع من مرشحة اليمين المتطرف البعد «المعادي للأجانب» الذي اتسم به خطاب والدها جان ماري لوبن، والذي حوكم مرات بتهمة التحريض على الكراهية العنصرية. وكان مرشح الوسط فرنسوا بايرو الذي نال 9,13 في المئة من أصوات الجولة الأولى، اتهم ساركوزي «بإقرار خطاب الجبهة الوطنية». وقال مقربون من بايرو الذي لن يعلن خياره إلا غداة المناظرة التلفزيونية التي ستجمع ساركوزي وهولاند في الثاني من أيار، وإنه لن يدعو إلى التصويت للرئيس المنتهية ولايته.