لا يتكسب من وراء لوحاته ولا يعنيه الرسم للآخرين. "أرسم لنفسي ولا تهمني الصيحات الدارجة في الفن التشكيلي ".. هكذا يرى علي الجشي نفسه وهو يفتتح معرضه الشخصي الأول، بعد سلسلة معارض جماعية وثنائية تنقلت بين مدن المملكة منذ نهاية التسعينيات وحتى افتتاح معرضه "ملامس" مساء الأربعاء في نادي الفنون بالقطيف. الجشي الذي تأنى كثيراً قبل تقديم أعماله منفرداً، علق قائلا: "أجل، تأنيت كثيرا، علما أني شاركت في أول معرض جماعي عام (1998). وحول معرض (ملامس)، يتحدث: "يحتوي المعرض على خمسين لوحة في مجال الرسم التشكيلي، بالفحم والقلم الرصاص (الأسود والأبيض)، عملت عليها خلال ثلاثِ سنواتٍ، هي حصيلة تحدي البحث داخل ملامس الإنسان والخيل والأوراق والبيوت الشعبية". مضيفا: "أين ما أجد الملمس.. انكب على البحث فيه، تشكيليا". مضيفا: "ولأن معظم اللوحات فيها دراسة لملمس السطوح، كسطح الجلد (الوجه) أو الوردة أو الخيل؛ وهذه الدراسة التشكيلية تقوم باستخراج الملمس منه وهو أحيانا يكون ملمسا خشناً أو ناعماً ولكن هذا الملمس ليس ملمسا باليد وإنما ملمسٌ بصري بالنظر. الفنان علي الجشي، الذي قدم أيضا دروسا في فن الرسم والبروتريه لسنوات من خلال موقعه الشخصي وحلقات عامة على موقع اليوتيوب؛ أبرز في معرضه تكنيكا عاليا في الاشتغال على التفاصيل، التي أبهرت زوار معرض "ملامس". وحول سبب المدة الطويلة التي استغرقها رسم اللوحات، وإعداد المعرض، يؤكد الجشي أن ثمة بالفعل، دراسة حقيقية لأسس العمل الفني، خصوصا وأني أركز على الاتجاه الواقعي والذي يستدعي حقا، التركيز على قياسات العمل نفسه، بخلاف المدارس الفنية الأخرى التي لا تكترث بأن تكون المقاييس دقيقة خلال صنع اللوحة (وجه كبير وآخر صغير) . مشددا على أن يدرس الجيل الجديد من الفنانين، هذه الأسس قبل كل شيء. وعن تجربة التدريس من خلال "اليوتيوب"، يشير الجشي قائلا: " أجريت تمارين وحتى مسابقات لمجموعة أعضاء بلغوا الألف، على اليوتيوب، وخلال هذه السنوات استفاد كثيرون من هذه الدورات، وتطورت أدواتهم الفنية بشكل واضح. مضيفا: " علمتُ من خلال "اليوتيوب" دون أن أعرف الشخصيات وقد تكون الأسماء مجهولة.. أنا أضع الدرس ونبدأ يوميا التمرين وبعد شهر نرى النتائج. ولكن لماذا لا يقدم دورات مباشرة في الرسم، يعلق الجشي: " لا أحب المباشرة، أحب أن يستفيد الجميع، لا أحب أن أخصص لي مجموعة تضيع وقتي؛ وأنا في البيت أعمل، أيضا أعلم الآخرين. أما عن سبب عدم ركوبه الموجة التشكيلية السائدة.. يعلق: " منذ خمسة عشر عاما، كان بإمكاني أن أركب الموجة.. ولكن بقيت مصرا على أسلوبي القائم على الأصالة والمتكئ على الواقعية في دراسة اللوحة الفنية.. لأنني أرسم لنفسي ولكن عندما وجدت أن الوقت مناسب لأن أعرض أعمالي، قدمتها في معرضي الأول.. ملامس. يذكر أن الجشي يعمل مدرس فنون جميلة، منذ أن حصل على باكلوريوس تربية فنية من جامعة الملك سعود بالرياض عام (1999).