في الدول الأجنبية ودول الجوار هناك مايعرف بجمعيات، أوهيئات، أومنظمات، لحماية "المستهلك".. فهي وإن اختلف مسماها أو تصنيفها من دولة لأخرى، يبقى هدفها وغايتها واحدة هي(حماية المستهلك)في الدولة نفسها سواءً كان مواطناً أو(مقيماً إقامة دائمة أو مؤقتة)من الغش.. والنصب.. والاحتيال.. والتفاوت الكبير والبسيط الذي يحصل بين أسعار السلع، وقطع الغيار، والأدوية، وكل مايهم المستهلك من السلع مهما اختلفت تصنيفاتها وتنوعها. فالمستهلك المتضرر من رفع الأسعار، أو الغش بمجرد أن يبلغ الجهة المعنية بحماية المستهلك يجد فوراً التجاوب السريع، ويرد له حقه، والاعتذار له، وتتم محاسبة المحل أو المؤسسة المتورطة بالغش وما إلى ذلك.. وتطبيق أشد العقوبات المالية، وإغلاق المحل أو المؤسسة، لذلك نجد أن العناية والاهتمام بالمستهلك بتلك الدول يعتبر فوق العادة والمتوقع. أما عندنا فإن التجار وأصحاب المحلات والمؤسسات التجارية يتفننون بممارسة أنواع الغش،والنصب على المستهلك.. ويتنافسون فيما بينهم على رفع الأسعار دون الخوف من أحد، رغم وجود (جمعية حماية المستهلك) لدينا، وهي جمعية أهلية تتمتع بالشخصية الاعتبارية المستقلة، إلا أن أحداً لايعيرها اهتماماً، ولايلقي لها بالاً إطلاقاً وكأنها غير موجودة، أو معترف بها من قبل الدولة، وهذا ماجعل الغش.. والتدليس.. والنصب والاحتيال.. والمغالاة الفاحشة في رفع الأسعار تظهر وتنتشر في بلادنا بصورة مخيفة ومقلقة.. وهذا مايجعلنا أيضاً نتساءل: أين هي جمعية حماية المستهلك مما يحصل لدينا؟ وأين دورها الذي أنشئت من أجله في التصدي لحالات الغش ورفع الأسعار؟ وهل هي مازالت موجودة وتعمل أم أنها معطلة لظروفٍ خارجة عن إرادتها؟ علامات استفهام وتعجب كثيرة تطرح وتدور حول غياب دور هذه (الجمعية) خلال السنوات الماضية، والتي يفترض أن تكون قد فرضت هيبتها منذ زمنٍ بعيد.. وأحكمت سطوتها وسيطرتها على السوق.. وانتصرت للمستهلك الذي أصبح ومازال يعاني من جشع التجار.. وتلاعب العمالة الوافدة بصحة المواطن والمقيم دون وجود من يردعهم ويوقفهم عند حدهم. إن المستهلك اليوم هو بحاجة ماسة جداً لتفعيل دور الجمعية أكثر عما كان قبل.. ونحن استبشرنا خيراً هذه الأيام بالتشكيل الجديد للجمعية، ونتطلع أن تكون بقرب كل مستهلك تستمع وتتفاعل مع شكاويه وتحميه من حالات الاستغلال والتلاعب. وقد تابعت مؤخراً أكثر من لقاء تلفزيوني لرئيس جمعية حماية المستهلك، وكان حديثه مبشراً بالخير وباعثاً للأمل من جديد لنا كمستهلكين بأن الجمعية ستنتصر لنا وتقف بجوارنا، ومن هنا فإن الجمعية مطالبة بالتعريف بأهدافها وخططها المستقبلية وطريقة التواصل معها من خلال حملات وإعلانات على نطاق واسع حتى يعرف المستهلك عنها أكثر، لأن الغالبية العظمى لايعرفون عن "جمعية حماية المستهلك" سوى اسمها فقط. فالتطلعات كبيرة والآمال عريضة أمام رئيس وموظفي الجمعية بأن يغيروا الصورة التي كانت عليها في السنوات الماضية.. وافتتاح فروع لها في جميع المحافظات والمناطق ودعمها بالكوادر البشرية المؤهلة التي تكون قادرة بإذن الله على إنصاف المستهلك المتضرر وردع المحتالين والمتلاعبين.