ولم تكتفي وردة مع الشرنوبي بل أنجزت أعمالاً نوعية مثل " بحر الحب" (1993) مع أمير عبدالمجيد، وألبوم أغنيات يمنية " سيبوه" (1994) مع أبو بكر سالم بالفقيه، وقدمت أكثر من ألبوم جماعي مع ملحنين جدد مثل"ح أسهرك"(1996) اشترك فيه زياد الطويل وحسن أبو السعود وصالح أبو الدهب، وقدمت " لو محتاج لي" (2001) مع صلاح الشرنوبي ووليد سعد. وفي هذه الفترة عادت للسينما بفيلم " ليه يا دنيا" وضع ألحانه كل من محمد سلطان وصلاح الشرنوبي وانتصار عبد الفتاح، وقدمت مسلسل"آن الأوان"(2006) ووضع الألحان كل من الأخوين فاروق وصلاح الشرنوبي واشترك في الغناء خالد سليم. ورغم تعرض وردة للمرض بين عامي 1998-2000 لزراعة الكبد، وسبق أن تعرضت لجلطة قلبية عام 1975 بسبب العروض اليومية لمسرحية " التمر حنة" إلا أن وردة استطاعت أن تكرس من صورتها حتى عندما انتقل الغناء المشهدي عبر تقنية الفيديو كليب برغم أنها قدمت الكثير من أغنيات مصورة للتلفزيون منذ أغنيتها" لعبة الأيام" (1960) ثم أغنيات البرامج بين عامي 1978-1979 إلا أنها استطاعت أن تقتحم عالم الأغنية المصور في أغنياتها فترة التسعينيات منذ عام 1994 بأغنية "نار الغيرة". ورغم أن وردة توقفت عن الغناء بعد عام 2006 غير أنها عادت للغناء مجدداً عام 2008 في بعلبك بلبنان، تحضر ألبومها الجديد" اللي ضاع من عمري" تتعاون فيه مع ملحنين من مصر ولبنان. ويمكن أن نرى في صورة بانورامية تجربة وردة الغنائية من خلال هذه الملاحظات النقدية: - تفعيل الحس القومي في صورة قضايا التحرر العربي حين غنت للثورة الجزائرية ونضال ثوارها، ولذكرى مذبحة دير ياسين بفلسطين 1948، ولثورة مصر 1952، ولانتصار أكتوبر 1973، ولاجتياح إسرائيل للبنان 1982، ولأعياد الثورة الجزائرية والمصرية. - تحرير الغناء العاطفي بطرح الحب بوصفه حكاية حب أو غزل يتساوى فيها الحبيبان أو العاشقان، من خلال مواجهة موضوع الحب وتفاصيله المفرحة والمؤلمة. - إدماج الثقافات العربية والأوروبية والأفريقية بتوظيف التراث الإنساني وعناصره وإعادة تأهيلها في أغنيات اعتمدت على الموروث المصري على سبيل المثال" يا نخلتين في العلالي"، والجزائري" من بعيد أدعوك، فراق غزالي"، وتوظيف الإيقاع العربي – اليمني في مقاطع بأغنيات عدة " وماله، على عيني، بودعك، العربي الجزائري " مليت م الغربة"، أو اللاتيني " شعوري ناحيتك، يا خبر " أو الأوروبي " حكايتي مع الزمان، بنلف، محتاجالك، اجرحني اجرح". وفي النهاية تشكل وردة صورة عن تحولات الثقافة العربية خلال قرنين، وقد أسهمت في تربية الوجدان العربي ولا يمكن أن تكون إلا ممثلة لجيلها من المثقفين والمثقفات العرب لهذا الزمان، ولعل فرحتها التي تصور روحها المتمردة احتفالها بالمتغير الاجتماعي والثقافي والسياسي في زمن الربيع العربي الذي استهلت مطالعه منذ يناير هذا العام. وليس الشذا إلا باسمها ..