كشف موردون كبار للمواشي في المملكة أن أسعار الأغنام في طريقها للتراجع بنسب تصل إلى 40% بعد وصول مستوى الطلب إلى السقف السنوي لوجود الحاجة الاستهلاكية من الأضاحي. ورجح التجار أن يكون انخفاض الأسعار بشكل تدريجي خلال الأيام المقبلة مرجعين ذلك لوجود ارتفاع في مستوى التكلفة وتربية الأغنام بالإضافة إلى المعروض الهائل. وأضاف مورد كبير في سوق حفر الباطن محمد الظفيري أن وفرة الأغنام بأعداد كبيرة بعد عيد الأضحى من جهة ووجود ارتفاع في مستوى تكلفة التربية والنقل، من جهة أخرى سيدفع الكثير للتخلص من الكم الهائل من الأغنام خاصة أنواع النعيمي والبلدي والنجدي بالبيع بسعر الطلب للتخلص من الأعباء المالية المترتبة بقاؤها في الأسواق. وشدد الظفيري أن مستوى الطلب سيكون منخفضاً خلال الثلاثة الأشهر المقبلة مقارنة بمستوياته خلال العيد مضيفاً أن سعر الرأس الواحد الوزن الكبير سيتراوح مابين 1050الى 1200 ريال . وأشار بأن الأسواق الكبرى وعلى رأسها سوق حفر الباطن تشهد معروضاً عالياً من المواشي يعد الأفضل خلال السنوات الخمس الأخيرة إلا انه قال إن تكلفة التربية زادت بأكثر من 80% خلال العام الحالي. وتوقع الظفيري أن تبدأ الأسواق في الاستجابة لمتغيرات الطلب بتخفيض الأسعار بدءاً من اليوم الخميس مؤكداً أن أسواق الأغنام في كافة المدن مازلت تحتفظ بكميات كبيرة رغم حجم الطلب العالي فترة العيد مما يعزز انخفاض الأسعار. مشيراً إلى أن وجود تلك الكميات الكبيرة ستجبر التجار على تقليص طلباتهم من الموردين الرئيسيين لحين انتهاء كمياتهم. من جهته، اتفق المورد علي بن سليمان مع سابقه مضيفاً أن ارتفاع أسعار الأغنام هذا العام لمستويات قياسية كانت بسبب أزمة الشعير التي أضرت بالكثير من دول العالم . وعن حجم التراجع المتوقع، قال ابن سليمان أن حجم الطلب سينخفض إلى حدوده الدنيا السنوية بعد العيد مباشرة وسيؤثر ذلك على الأسعار التي ستنخفض خلال الأيام القادمة لوجود سبب آخر هو الحجم المرتفع من المعروض في الأسواق لأن تلك الأغنام أعمارها تزيد على الستة اشهر مما يعني كلفة إضافية عند الاحتفاظ بها لدى التاجر لحاجتها المستمرة للغذاء وأهمها صنف الشعير. لافتاً إلى أن الأسواق في المنطقة الشرقية سجلت تراجعاً ملموساً ثاني وثالث أيام العيد مقارنة بأسعارها يوم عرفة ويوم العيد حيث تراجعت الأسعار بنحو 150 ريالاً للرأس الواحد. وتوقع ابن سليمان أن تواصل الأسعار انخفاضها لحين الوصول لمناطق تقارب بين مستوى الطلب والعرض لتستقر فيها الأسعار. موضحاً أن الأسواق المركزية الكبرى تحظى أيضا بكميات كبيرة من الأغنام ذات الأعمار الصغيرة ستدفع بها للأسواق في كافة مدن المملكة خلال شهر من الآن مما يساهم في تراجع الأسعار. ومن سوق الدمام قال التاجر محمد الفردان إن الكميات المعروضة خلال يوم العيد زادت كثيراً عن حجم الطلب بسبب اندفاع الكثير من المواطنين للمتاجرة بالأغنام مما ساهم في تراجع الأسعار بسرعة. موضحاً أن العديد من الأفراد يشترون كميات متوسطة من الأسواق الكبرى قبل العيد بأيام ثم يعرضونها في الأسواق يوم العيد لتجنب مصاريف التربية واصفا ذلك "بالظاهرة المؤثرة" وقال الفردان إن الأسعار تختلف من تاجر إلى آخر بفعل السوق وحسب تحديد الهوامش الربحية لذلك ظهرت الاختلافات الكبيرة في الأسعار. وعن وجود مؤشرات للأسعار الأضاحي قال الفردان إن الحكم على فوائدها صعب لأنها تعتبر الخطوة الأولى للجهات الحكومية وتحتاج لسنوات لتطبيقها فعلياً ولتقبل المستهلك لها مؤكداً أنها قد تدفع الأسعار للارتفاع أكثر . وبيَّن الفردان أن ترك الأسعار لنظام السوق ولعوامل العرض والطلب ستساهم في تحديد الأسعار العادلة وتبدو أكثر منفعة. مؤكداً إن الأسعار بعد العيد ستتراجع تدريجياً حتى تصل الى حدود 40% أو أكثر لوجود حجم وفير من كافة أنواع الأغنام .