أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله عزوجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه موضحاً أن ماوقع فيه أصحاب الفكر الضال من اغتيالات غادرة ليعد من أعظم المنكرات. وقال في خطبة الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام: إن قتل النفس المعصومة هو محرم منذ زمن آدم عليه السلام . وأضاف فضيلته أن الله سبحانه وتعالى جعل الوعيد الشديد لمن قتل نفس معصومة بغير حق فقال سبحانه: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها) وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام على فظاعة هذا الجرم من كون أن الله أقرنه بالإشراك به لقولة تعالى: (قل تعالوا أتلو ماحرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون). وبين فضيلته أنه حينما حرم الله الحق حرم كل وسيلة توصل إليه فعن الأحنف بن قيس قال: ذهبت لأنصر هذا الرجل يعني علي رضي الله عنه فلقيني أبو بكرة فقال: أين تريد؟ قلت: انصر هذا الرجل .قال: أرجع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا التقى المسلمان القاتل والمقتول في النار .فقلت يارسول الله: هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه. وأضاف فضيلته أنه لا يمكن لأي أمريء أن يسوغ لنفسه قتل معصوم بمجرد تأويل أو حيلة فإن ابن آدم جعل الحسد مسوغاً له هذا القتل المحرم. ولذا كان لزاماً لكل من تسوغ له نفس غرباً من غروب التأويل في إباحة دم المعصوم أليس فيه برهان من الله فيرتكب العظائم ويستبيح المحرمات بمجرد شبهة او هوى فيدع المحكم الواضح وهو عصمة الدم ويتبع المتشابه المتضاد فأي دليل يقوم عليه هذا المبدأ. وخاطب إمام وخطيب المسجد الحرام كل من استهان بحرمة دم المسلم وأوجد له المسوغات التي لم يدل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته ولا السلف الصالح بأن يتقوا الله ولا يلطخوا أيديهم بدماء المسلمين فإن الحلال بين والحرام بين ولا أعظم من الوقوع في مثل ذلك. وأشار فضيلتة أن واقع المسلمين اليوم لايرى مايشوبه من فكر منحرف جعل من القتل والاغتيالات منهجاً له بل جعله سيفاً مسلطاً على قومه وبني ملتة وسوف يرى كيف أسرف هذا الفكر في التخبط مبتدئاً باستهداف من لم يمكن مسلما من المشركين والكتابيين وإن كانوا معاهدين حتى انتهى بهم المطاف إلى استهداف أهل الإسلام وأبناء الملة واستهداف بعض رموز الأمن الذين أوكل إليهم ولي الأمر حفظه الله والسهر على استتبابه في ربوع البلاد ليتحقق أمن الجميع. وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن ماوقع فيه أصحاب الفكر الضال المنحرف من أعظم المنكرات فإنه ليس من أمر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا السلف الصالح بل إنه من المؤسف جداً أن يستدل بعض أولئك بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باغتيال بعض المشركين. موضحاً فضيلتة أن ذلك لمن أفسد الأقيسة فأين المشرك من المسلم وأين منظر الفكر الضال من النبي صلى الله عليه وسلم. وحذر الشيخ الشريم من قتل المرء لنفسه وقال كيف يبيح المرئ لنفسه أن يقتل نفسة وأي شريعة أخذ منها هذا المبدأ. والله تعالى يقول: (ولا تقتلو أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) موضحاً أن لا أحد من البشر أعز على دين الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صحابته الكرام ثم السلف الصالح والخلف الكريم فمن منهم قتل نفسه أو افتى به حتى وإن كان ليطال الأنتحار قتل مشرك بالله. وهم مدركون جميعاً قول النبي صلى الله عليه وسلم:(من تردى من جبل فقتل نفسة فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً أبداً ومن تحسى سماً فقتل نفسة فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ومن قتل نفسة بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً).