دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم، كل من تورط في الأفكار الضالة المتنطعة الى أن يتقي الله وليجعل من هذا الشهر المبارك منطلقاً للتصحيح والعودة إلى الجادة والسمع والطاعة واتباع سبيل الأئمة وأهل العلم. ودعا إلى استغلال الأبواب المشرعة من ولاة الأمر لمن تاب ورجع إلى الصواب والبدار في اللحاق بركب الموعودين بالعفو والصفح في الدنيا والآخرة، كما وعد الرحمن أولئك بقوله: «إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم». وأوضح إمام المسجد الحرام في خطبة الجمعة في الحرم المكي أمس، «ان المتأمل في واقع المسلمين اليوم ليرى ما يشوبه من فكر منحرف جعل من القتل والاغتيالات منهجاً له بل جعله سيفاً مسلطاً على قومه وبني ملته، بل سيرى كيف أسرف هذا الفكر في التخبط مبتدئاً باستهداف من لم يكن مسلماً من المشركين والكتابيين وان كانوا معاهدين حتى انتهى بهم المطاف إلى استهداف أهل الإسلام وأبناء الملة، بل استهداف بعض رموز الأمن الذين أوكل إليهم ولي الأمر حفظه والسهر على استتبابه في ربوع البلاد، ليتحقق امني وأمنك وامن والديك وليأمن أخي وأخوك وولدي وولدك ولكن صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول عن مثل هؤلاء: «يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان». وأشار إلى أن ما وقع فيه أصحاب الفكر الضال المنحرف من اغتيالات غادرة ليعد من أعظم المنكرات. وتساءل الدكتور الشريم كيف يبيح المرء لنفسه أن يقتل نفسه وأية شريعة اخذ منها هذا المبدأ والله جل وعلا يقول: «ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً»، إنه لا أحد من البشر أغير على دين الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صحابته الكرام ثم السلف الصالح والخلف الكريم، فمن منهم قتل نفسه أو حض عليه او أفتى به، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً فيها ابداً، ومن تحسا سماً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالداً مخلداً فيها ابداً».