كرمت جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف المؤسسة الفائزة بشخصية العام الإسلامية، والتي تقام تحت رعاية صحاب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حيث قام سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي مساء أمس الأول بمقر ندوة الثقافة والعلوم بتكريم مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وقام باستلام الجائزة الدكتور محمد سليم العوفي الأمين العام للمجمع، وكذلك تم تكريم الفائزين بالمراكز العشرة الاولى للجائزة، ورئيس وأعضاء لجنة التحكيم التي قامت باختبار المتسابقين في الدورة الثانية عشرة للجائزة، وحضر الحفل سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس إدارة هيئة الثقافة والفنون بدبي وسمو الشيخ حشر بن مكتوم آل مكتوم مدير دائرة إعلام دبي ومعالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء وعدد من المسؤولين وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار الشخصيات وقناصل الدول المعتمدين، ومديري الدوائر الحكومية وحشد من الجمهور وحشد من وسائل الاعلام العربية والعالمية. كم تم عرض فيلم وثائقي يوضح فيه مراحل انشاء المجمع وأهم انجازاته منذ تاريخ تأسيسه الى يومنا هذا، كما تم عرض كيفية طباعة المصحف الشريف وزخرفته وترجمته الى عدة لغات ووصف التقرير بأن المجمع هو الحصن الحصين لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. كما شهد الحفل الختامي تسليم هدية لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم وهي عبارة عن المصحف المرتل بصوت المهندس خليفة الطنيجي. وقد فاز بالمركز الأول فارس محمد قاسم الأعجم من اليمن، ونور الدين بلعيد علي اليونسي من ليبيا بالمركز الثاني، كما فاز خالد جاسم العيتاني من الكويت بالمركز الثالث. وحصل على المركز الرابع ماجد عبد السميع من أفغانستان، وعلى المركز الخامس أحمدو محمد من موريتانيا. وعلى المركز السادس نزيه محمد جمال اليافي من لبنان، وفاز بالمركز السابع أسامة محمد يوسف شيان من تايوان، وبالمركز الثامن محمد عالم من باكستان، وبالمركز التاسع عبد الرحمن قاجي من الكاميرون، فيما فاز السعودي طارق اللحيدان بالمركز العاشر. وألقى الدكتور محمد سليم العوفي الأمين العام لمجمع الملك فهد كلمة شخصية العام الإسلامية. حيث قال اسمحوا لي أن أقرأ لكم من سجل المجمع كلمات لا أجد أبلغ منها للحديث بين يدي هذه المناسبة العزيزة. تقول الكلمة الأولى : لقد كنت قبل سنتين في هذا المكان لوضع الحجر الأساس لهذا المشروع العظيم وفي هذه المدينة التي كانت أعظم مدينة فرح أهلها بقدوم رسول الله وكانوا خير عون له في شدائد الأمور وانطلقت منها الدعوة دعوة الخير والبركة للعالم أجمع وفي هذا اليوم أجد أن ما كان حلماً يتحقق على أفضل مستوى ولذلك يجب على كل مواطن في المملكة العربية السعودية أن يشكر الله على هذه النعمة الكبرى وأرجو أن يوفقني الله أن أقوم بخدمة ديني ثم وطني وجميع المسلمين وأرجو من الله التوفيق . فهد بن عبدالعزيز آل سعود 1405/2/6ه وتقول الكلمة الثانية : إن العمل الخالد هو الذي يبقى وهو الذي يلتقي دائماً وعلى مرّ الأجيال بقلوب المسلمين في شتى أنحاء العالم، وليس في يقيني أجل وأعظم من هذه المشاريع الخالدة والتي لن تكون إن شاء الله سحابة صيف ولكنّها ستظل الرمز العظيم لعهد يبني ويعطي أسخى العطاء في أطهر بقعة في أكرم مدينة، منها انطلقت الرسالة السماوية إلى العالم أجمع تحمل الهداية وتنير الطريق للحائرين والمظلومين على وجه الأرض، رسالة أكرمت الإنسان وظلت شاملة مشاكله ما بقي زمان ومكان لم تحن رقبته إلى الأرض ولم تقطع أمله من حياة خالدة وتقول لا شيء غير هذه الحياة الفانية وإذا كانت اليوم هذه المدينة العزيزة على نفوسنا محل اهتمام الدولة فهذا حقها واجب لا عذر فيه لنا جميعاً، أقول هذا وأؤكده من صميم قلبي ومن إيماني بحق هذه المدينة العزيزة. وفق الله كل من ساهم أو سيساهم في هذا العمل الكريم. عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود 1405/2/10ه (1984/11/4م) وأضاف العوفي انه وبعد أربعة وعشرين عاماً من تلك الكلمات المؤمنة الصادقة، يشهد العالم الإسلامي اليوم معلماً بارزاً وصرحاً حضارياً من صروح الإسلام الشامخة ومرجعاً موثوقاً في خدمة القرآن الكريم وعلومه، إنه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة. وعقب تسلمه الجائزة صرح الدكتور عبد الرحمن العوفي الأمين العام لمجمع الملك فهد ل"الرياض" أن اختيار المجمع للشخصية الاسلامية لعام 1429من قبل جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم يؤكد الدور الكبير الذي يقوم به المجمع في خدمة الاسلام والمسلمين من خلال طباعة وتسجيل وترجمة المصحف الشريف. وأضاف ان المجمع له هيئة عليا تقر خططه وتتابع إنجازاته يرأسها معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، وله مجلس علمي يقوم بتنفيذ خططه ويسعى لتحقيق أهدافه. وما كان للمجمع أن يصل لهذا المستوى من الإنجاز والإتقان وأن يعم نفعه المسلمين في كل مكان، لولا توفيق الله أولاً، ثم ما يلقاه من رعاية واهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهما الله. وأضاف العوفي أن المجمع وجه بأن يقدم نسخة من اصداراته لكل حاج وحاجة ولكل زائر للمملكة حيث يبلغ متوسط زوار المجمع 3000زائر يحظون بالاطلاع على المجمع ويقدم لهم نسخ مجانية. وأخيراً أهدى العوفي هذا الانجاز الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهما الله. ولكل العاملين في المجمع وخاصة معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ. من جانبه قال سجاد بن مصطفى كمال الحسن رئيس لجنة تحكيم مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم في نسختها الثانية عشر ل"الرياض" أنه مما لا شك فيه ان مجمع الملك فهد رحمه الله أحد الصروح الشامخة في مملكتنا العزيزة ويضم نخبة فريدة من علماء الأمة في مجال القرآن والقراءات، حيث أخرج هذا المجمع الكثير من المصاحف بكثير من اللغات، وأجرى العديد من التسجيلات الفريدة والجيدة وبمتابعة من مشايخ لهم معرفتهم التامة بتعليم القرآن الكريم، وعندما يتم تكريم هذا المجمع من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم فإنما هو وسام لكل سعودي تفتخر به حكومتنا الرشيدة التي جعلت من كتاب الله وسنة رسوله نبراساً مضيئاً تهتدي به. وقال المستشار إبراهيم بوملحة رئيس اللجنة المنظمة لقد تم اختيار مجمع الملك فهد - رحمه الله - لطباعة المصحف الشريف شخصية العام الإسلامية وذلك لمدى ما قدمه المجمع من خدمات جليلة لكتاب الله تعالى.. لقد كانت فكرة سامية جليلة لأن تنشئ حكومة خادم الحرمين الشريفين رعاه الله مجمعاً متكاملاً للعناية بكتاب الله طباعة ونشراً حتى وصلت خدماته لأيدي كثير من المسلمين في شتّى بقاع الأرض بطباعة فاخرة وبأحجام مختلفة وبتفاسير كثيرة وتراجم معتمدة سدت مكاناً واسعاً في الساحة والمكتبة الإسلامية. مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف .. صرح إسلامي لخدمة الكتاب والسنة اعتنى مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة الفائز بشخصية العام الاسلامية للدورة الثانية عشرة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم بالمصحف الشريف وطباعته وتوزيعه بمختلف الإصدارات والروايات على المسلمين في شتى أرجاء المعمورة وترجمة معانيه إلى كثير من اللغات العالمية وطباعة كتب السنة والسيرة النبوية. وجاء انشاء المجمع في ظل تزايد حاجة العالم الإسلامي إلى المصحف الشريف وترجمة معانيه إلى مختلف اللغات التي يتحدث بها المسلمون والعناية بمختلف علومه وخدمة السنة والسيرة النبوية المطهرة واضطلاعا من المملكة العربية السعودية بدورها في خدمة الإسلام والمسلمين واستشعارا من الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - لأهمية خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من خلال جهاز متخصص ومتفرغ لذلك العمل الجليل حيث وضع رحمه الله حجر الأساس للمجمع في السادس عشر من محرم سنة 1403ه /1982م. وافتتحه رحمه الله في السادس من صفر سنة 1405ه /1984م/ وقال آنذاك "يعد إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة من أجل العناية بالقرآن الكريم حفظاً وطباعة وتوزيعاً على المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة". وتتولى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية الإشراف على المجمع وتتابع تنفيذ سياساته وتحقيق أهدافه أمانته العامة. وصدر عن المجمع ستة تسجيلات للقرآن الكريم خمسة منها برواية حفص عن عاصم لأصحاب الفضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي والشيخ إبراهيم الأخضر والشيخ محمد أيوب محمد يوسف والشيخ عبد الله بن علي بصفر وسجّل برواية حفص عن عاصم بقصر المنفصل للشيخ عماد بن زهير حافظ والسادسة برواية قالون لفضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي. ويعنى مركز الترجمات بالمجمع بالشؤون العلمية للترجمات وبخاصة القيام بأعمال ترجمات معاني القرآن الكريم إلى مختلف اللغات ودراسة المشاكل المرتبطة بالترجمات وتقديم الحلول المناسبة لها وإجراء البحوث والدراسات في هذا المجال ودراسة الترجمات الحالية وترجمة ما يحتاج إليه المسلمون من العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم وهناك مجلس للترجمات يعنى بالنظر في مختلف شؤونها. كما يعنى مركز خدمة السنة والسيرة النبوية بالمجمع بجمع وحفظ الكتب المخطوطة والمطبوعة والوثائق والمعلومات المتعلقة بالسنة والسيرة النبوية وإعداد الموسوعات الخاصة بها وتحقيق ما يمكن من كتبها وإعداد البحوث العلمية التي تخدمها ورد الأباطيل ودفع الشبهات عنها وترجمة ما تدعو الحاجة إليه منها. ويقدم المجمع نسخة من إصداراته لضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام حيث يواصل سنويا توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين على كل حاج. وزاد عدد النسخ الموزعة على الحجاج حتى موسم 1425/1424ه على 20مليون نسخة . وتشمل ترجمات معاني القرآن الكريم الصادرة عن المجمع إلى مختلف اللغات 44لغة 23لغة آسيوية و 10لغات أوروبية و 11لغة إفريقية أما عدد إصدارات الترجمات فتزيد على 60إصدارا والعمل جار لإنجاز ترجمات أخرى. وللمجمع موقع على شبكة الإنترنت وقد تكونت لجان للإعداد للموقع وتم إدخال كثير من المواد، والمعلومات به وتم افتتاحه رسميا في الخامس عشر من ربيع الأول 1425ه / 4مايو 2004م/. وينتج المجمع سنويا ما متوسطه عشرة ملايين نسخة ويوزع مثلها على المسلمين في جميع القارات وقد أنتج أكثر من 160إصدارا و 193مليون نسخة. من جهة أخرى وفي إطار تحقيق أهداف المجمع وإسهاما منه في نشر القرآن الكريم وتجويده ينظم المجمع دورات تجويدية للقرآن الكريم "برواية حفص عن عاصم" لحفظة كتاب الله الكريم لمنحهم إجازة قراءة على يد عدد من المشايخ العاملين في المجمع كما تم تدريب عدد من مستخدمي الحاسوب على كيفية التعامل معه باستخدام البرامج المناسبة لأعمالهم.