لا يمكن لتنمية مجتمع من المجتمعات أو وطن من الأوطان أن تتميز بإيقاع اقتصادي متطور، وتصعد وترتقي إلا من خلال اعتمادها على قوة الشباب، وابتكاراته الإبداعية، ودمج هذه القوة اقتصادياً باعتبارها العمود الفقري المبدع الذي لا يمكن التحرك نحو الأمام إلا به، ولا يمكن مواجهة تحديات المستقبل إلا باختياراتها وتفاعلاتها الشبابية أيضاً، وذلك لأن الشباب يملك الطاقة، والحيوية، والفاعلية، والقدرة على تحمل المسؤولية في بناء المشروعات العملاقة، والتحولات التنموية الرائدة، وصعود الأوطان نحو العالمية، فالروح الشبابية التي تعشق الجمال تبني كل جديد، وجميل، وتتحمل صعوبات التحرك إليه دائماً. ولعل الذي يميز القدرة الشبابية في مسارات الخطط التنموية هي طموحهم الواسع، وأحلامهم الكبيرة، وعقليتهم الابتكارية المتجددة، فأحلام الشباب لا حدود لها، وطموحاتهم لا يوجد سقف يغطيها، ففي خباياها تفاؤلات كبيرة، ولذلك فهم مستعدون دائماً لإحداث التغيير في مجتمعاتهم وأوطانهم، وتوظيف أحلامهم التوظيف المتقن الذي يتطلع دائماً لحياة سعيدة. تظل المعايير التنموية والوطنية في حالة نمو شبابية ما دام أساس انطلاقها جهود الشباب وتضحياتهم، فقوة الشباب تستطيع أن تجسد العطاء الفكري، والتنموي، والحضاري في جميع المجالات الحيوية تنموياً وإبداعياً تجسيداً ينسجم مع طبيعة الأماكن، والأحياء، والمدن، والمشروعات المستقبلية الخالية من تعقيدات الماضي، وهمومه، ومشكلاته، وتحدياته، ونيوم أوضح مثال على ذلك، وأقوى النماذج في هذا الإطار. كما أن الروح الشبابية العاشقة لكل جديد ومتطور تساعد الشباب كثيراً في بناء شخصياتهم، وتعزز روح المواطنة لديهم، وتحرك العجلة الاقتصادية بسرعة قوية، فما دامت طاقة الشباب تعمل في تجسيد الأحلام، والمعرفة، والطموح باستمرار وكفاءة عالية فلن يخسر هؤلاء الشباب أو يتشاءموا يوماً ما، أو يتسببوا في فقر أوطانهم، أو ضعفها، أو تأخرها. يكبر الشباب بما تقدمه لهم الحياة من خبرات وتجارب، وتعليم عالي الجودة، وتوعية عالية الدقة، وعندما تنمو لديهم الخبرات التنموية الثرية يتمكنون من صنع المعجزة الكبيرة وهي تطوير الوطن وبناء مستقبله بجدارة، وهذا يجعل العناية بتكوين الشباب وإعدادهم معرفياً وصحياً الإعداد المتكامل أمراً بالغ الأهمية، فالشّباب قوّةٌ متفائلة هائلة، وبالتّالي يُمكنهم بناء مظاهر حضارية جديدة من خلال الاشتراك بأعمال التّنمية المُجتمعيّة في جميع المجالات الحيوية، وكذلك الأعمال التطوعية، ومساعدة الآخرين والقيام بالخدمات المتنوعة في المدن، والريف، والأحياء الشعبية على حد سواء. ويقيناً فلن يتجدد أمل الوطن ويشرق مستقبله إلا بروح الشباب، ويقظتهم، واختياراتهم، فبداية كل يوم في حياة الشباب هي فرصة ذهبية ليحققوا أهدافهم، فهذا اليوم يحمل في طياته الكثير من أسرار التفاؤل، والأمل الذي يحدث التطوير الواسع في حياتهم، المهم أن يفهم شبابنا رسالة الأمل التي تأتيهم مع مطلع كل صباح وإشراقة كل شمس، وانبعاث كل نهار إذا أرادوا أن يعيشوا حياة سعيدة، وأن يبعثوا في الحياة من حولهم كل مظاهر الحياة السعيدة أيضاً. ولأن الذوق الجمالي في الحالة الشبابية عميق ومهم دائماً وهو الذي يهيئ الأجواء لعبقرية الفن، والعمارة، والإبداعات القوية فسينجح شبابنا على المدى الطويل، وينتصروا على كل تهديد مستقبلي يزعجهم بالإرادة القوية، وامتلاك مفاتيح الانطلاق نحو المستقبل، والصعود القيادي المستنير، وبناء الشراكات التنموية، والمشروعات الاقتصادية، والسلوكيات الإيجابية، والمواطنة الفاعلة.