ليست الروائح الجميلة أو العطور الأنيقة أو الأزياء الراقية أو كلمات الحب الرقيقة أو الألوان الجذابة والقوية أو الهدايا الثمينة هي التي تثير اهتمام المرأة فقط، وإن كان اهتمام المرأة بهذه الأشياء يميزها كأنثى، ويناسب طموحاتها الجمالية والاجتماعية، بل هناك مميزات أقوى تصنع امرأة طموحة واستثنائية ومبدعة فوق العادة، وجاهزة لكل إنجازات الحاضر والمستقبل. عندما تهتم المرأة بحسن إدارة الوقت، وتنظيمه، واستغلاله في كل ما ينفع ويفيد تصبح في أعلى درجات السعادة والعطاء، وقد اتضح هذا جيدا في سرعة استجابتها المذهلة لخطابات التمكين المعاصرة التي تريد أن تمنحها دورا قياديا في جميع مجالات المعرفة والتنمية، فقد تغير مجرى تنافسها مع الرجل بقدرة غير عادية لنراها تملأ فراغ الساحات الإبداعية في مجتمعاتنا وفي كل المجالات الفكرية، والإنتاجية، والقيادية، وتنجح في المجالات التي لم ينجح فيها الرجل. إن الوقت هو المبادرة، وقد جاءت المرأة إلى عالمنا لتشارك الرجل في مهمة إعمار الأرض، والمرأة التي تحترم وقتها وتقدره تتمكن من تحصيل الثقافة الواسعة، واتخاذ القرارات الصائبة، والتمكن القيادي القوى، والاعتماد على ذاتها وطموحاتها الشخصية، والنظرة الحكيمة للناس والحياة، والثقة الكبيرة بقدراتها، وقوة الإنجاز، والإبداع، والنجاح على مختلف الأصعدة في الحياة، وتجنب المواقف الصادمة في العلاقات الإنسانية والاجتماعية. إن طاقات المرأة غير محدودة، وإذا كان مرور السنوات يجعد وجهها - مالم تكثر من الاهتمام به - فإن إيمانها بضرورة محاربة الفراغ بالأنشطة المختلفة يبقي روحها في حالة شبابية قوية ودائمة، ويوفر لها الراحة النفسية الغائبة، والاطمئنان المفقود، ويحول حظوظها الصعبة إلى أعمال جادة وناجحة. إن أجمل شيء يمكن أن يحفظ للمرأة جمالها وصحتها وقوتها أن تتحرك نحو أهدافها بطبيعتها الفطرية القوية التي تكره النوم والكسل، وألا تستسلم لمن يحولها عن طبيعتها لتصبح مخلوقا ضعيفا، وغريبا، ومستسلما، وكائنا مخيفا يبعث على كل حذر، وإنما يتحقق لها ذلك بأن تظل في تعلم، وتعليم، وتنمية متجددة لقدراتها، وقدرات الواقع من حولها. تحترم المرأة الوقت لأنها الكائن الأغلى قيمة من كل الأوقات، والأزمان، والأحداث، ولأن أحلامها وطموحاتها أكبر بكثير من العمر القصير الذى تعيشه على الأرض، وإذا كانت متعة الوقت الحقيقية في شغله بكل إنجاز جديد فإن لكل امرأة نظرتها المميزة والمختلفة للوقت والحياة والإنجاز، وهذا الاختلاف يمكن أن يمنح الحياة التنوع الإبداعي، والتنافس التنموي الذى يجعلها حياة جميلة تبعث على العطاء، والتفاؤل، والسعادة، أعط كل امرأة زمنها الملائم لقدراتها وشخصيتها لتقود الحياة وسوف تقودها بكل كفاءة. وواقعيا فإن امتلاك المهارات الابتكارية التي تصنع البطولات والمواقف القيادية الناجحة ينشأ من روح المنافسة، وعدم الاستسلام للتحديات، ومن هنا فاحترام قيمة الوقت وتقدير واجباته من أهم دعائم التمكين المستقبلي للمرأة لأنه سيمنحها انتشارا قياديا وتنمويا واسعا، ويجعلها جديرة بإعلاء شأن وطنها، وصناعة الأجيال القادمة، فإذا اغتنمت المرأة خمسا قبل فوات الأوان فستصنع ما يشبه المعجزات: إيمانها، وشبابها، وطموحاتها، وصحتها، وقدراتها القيادية والتنموية، أما إذا توقف إيمانها بوزنها الكوني وقيمة الزمن في مشوار حياتها فلن تغادر شواطئ أحلامها بحثا عن آفاق جديدة. ولن ترتفع إلى سماوات آمالها المرتقبة.