تبذل المملكة جهوداً حثيثة في مكافحة المخدرات بجميع أنواعها، والحد من أضرارها وخطورتها على الفرد والمجتمع، ولتعزيز هذا الهدف، تتبع المملكة استراتيجية الضربات الاستباقية لعصابات التهريب، وتعمل على رصد تحركاتهم، وكشف خططهم وألاعيبهم في التهريب، ومن ثم توجه لهم ضربات استباقية، ولا يكاد يمر يوم واحد إلا وتعلن الجهات الرسمية القبض على مهربي مخدرات في المناطق كافة، وتوقع بحقهم العقوبات المقررة. وخلال الأيام الأخيرة، سجل رجال مكافحة المخدرات مشهداً استثنائياً في حربهم ضد تجار المخدرات، عندما وجهوا لهم ضربة استباقية قوية، بضبط نحو 47 مليون قرص إمفيتامين والقبض على مستقبليها في الميناء الجاف في منطقة الرياض، ورغم أن المهربين أخفوا الشحنة في حاويات طحين، لكن يقظة رجال الأمن بمكافحة المخدرات ومعهم هيئة الزكاة والضريبة والجمارك كشفت عن محاولاتهم اليائسة، وكانت لهم بالمرصاد، وهو ما يؤكد لمن يهمه الأمر أن حرب المملكة ضد المخدرات قوية ومستمرة ولا نهاية لها. ولعل في سعي شبكات التهريب لإدخال كميات كبيرة من المخدرات إلى المملكة دليل قاطع على استهداف الشباب السعودي وأمن البلاد، وهنا تراهن المملكة على وعي المجتمع في مواجهة هذه الآفة، والإبلاغ عن أي عمليات تهريب أو ترويج تستهدف المجتمع ومقدراته. ولا تترك المملكة مناسبة محلية أو دولية خاصة بمكافحة المخدرات إلا وتشارك فيها بمجموعة برامج، تعزز من توعية المجتمع بخطورة المخدرات، وتأثيرها المدمر على الفرد والمجتمع. وفي مناسبة "اليوم العالمي لمكافحة المخدرات" الذي يوافق ال26 من يونيو من كل عام، تشدد المملكة على أهمية تكاتف الدول والمجتمعات لحماية البشرية من خطر المخدرات التي تهددها في أمنها واستقرارها الصحي والاجتماعي والاقتصادي، وتقوم بدور فاعل وتعاون بنّاء في دعم الجهود الدولية لمحاربة هذه الآفة. وفي إدراك لأهمية الوقاية وتعزيز حصانة المجتمع من آفة المخدرات، تنهض المديرية العامة لمكافحة المخدرات بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة والقطاع غير الربحي بمنظومة أعمالها، موظفة البرامج التوعوية المتنوعة بين عقد المحاضرات وتنظيم المعارض، وعرض الرسائل التثقيفية بمختلف الوسائل المقروءة والمرئية والمسموعة، لتكوين الوعي الاجتماعي لدى أفراد المجتمع كافة، وتفعيل الإعلام الرقمي الجديد، ومنصات التواصل الاجتماعي؛ للوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع؛ للتعريف بأضرار المخدرات وسبل الوقاية منها.