لا خلاف أن لدى كل دولة مشروعها التنموي والاقتصادي والأمني الذي تعتمده لشعبها، لدى المملكة مشروعها السعودي، ولدى الإمارات مشروعها الإماراتي، وبقية دول الخليج سواء البحرين أو الكويت أو عمان كذلك، ومصر لديها أيضاً المشروع المصري، وكذلك بقية الدول العربية، إنها ليست بحاجة إلى مشاريع ثورية غامضة قائمة على التسلح والرؤوس النووية. بعد الحرب العالمية الثانية بقيت ألمانيا من دون ترسانة عسكرية، لكنها قامت بأحد أسرع معجزات النموّ السريعة، وكذلك فعلت اليابان، وباتت هاتان الدولتان من أقوى دول العالم اقتصادياً وتنموياً. سوى أن إيران لديها مشروع لزعزعة منطقة الخليج والعالم العربي، فالمشروع الإيراني واضح، هو يريد النفوذ، أو الانقلاب على الحكومات الخليجية القائمة لإيجاد أنظمة بديلة موالية له والدليل شكل وجوده في لبنان وسورية والعراق واليمن ودعمه لكل الحركات المعادية للمملكة والخليج والمنطقة وتسليحها وتمويلها. المفارقة كان من يقول بوجود مشروعٍ صفوي ينعت بأنه ساذج، ويرون أن المشروع الصفوي مجرد دعاية لبث الرعب في قلوب العرب، وعرب الخليج خصوصاً منكرين أن يكون الخطر الإيراني مهدداً للخليج أو حتى لوجود الخليجيين! ويعتبر أن تضخيم دور إيران سبب لاتجاه «بعض الدول» لاضطهاد المواطنين وفق منطلقاتٍ طائفية، وأن تضخيم دور إيران هدفه تعطيل الإصلاح. هؤلاء من أصحاب الإسلام السياسي السني الذي كشفت مؤامرة الربيع العربي المزعوم تواطؤ جماعة الإخوان تحديداً مع الإسلام السياسي الشيعي وهو صنو الإسلام السياسي السني، بل إن الثورة الإيرانية كانت سبباً من أسباب تشظي الحالة الإسلامية ونزوحها نحو المشروعات السياسية وتشجيعها على ممارسة العنف والإرهاب، لهذا لا عجب أن إيران ترعى حركات الإسلام السياسي السني، لأن المشروع واحد وإن اختلفت بعض الأفكار والأيديولوجيات والأولويات. إذاً إيران بنت أيديولوجيتها الطائفية بناءً على العداء السياسي والمذهبي للمملكة والخليج؛ من الضروري أن تعرف الأجيال تاريخ صراعنا مع إيران لئلا يقعوا في فخّ الخديعة الإيرانية الضخمة المتمثلة في تزييفٍ كبير كان اسمه «محور المقاومة» بينما هي في الواقع تحتل دولاً عربية وتمول وتدعم الجماعات والتنظيمات الإرهابية وتحمي النظام السوري الإرهابي ضد الشعب السوري ودعمها للنظام القطري الإرهابي وتموّل الحوثي وتسلحه لاستهداف المملكة ووطنهم. Your browser does not support the video tag.